زمن الزرائب الثورية .. وزمنك يا غيفارا أيها اللهب الأزرق
كميحاصرني هذا الزمن .. زمن الزرائب الثورية .. فمن تونس حتى مصر تحولتمزارع الديكتاتوريات القديمة الى زرائب ثورية .. وكم أنا بحاجة الى زمنطاهر آخر أعيش فيه .. وكم أنا بحاجة الى مظلة تقيني هذا المطر الأصفر..وأن أعود الى حقول الحبق وشواطئ العطر .. ومقالات اللهب الثوري الأزرق..زمن تشي غيفارا
كم كانت القراءة في الفكر الثوري عملا يشبه الاستحمام بالعطر..كانت كتب الفكر الثوري والسياسي الكبرى والثقافة قوارير عطر ماان تفتحهاحتى تسمع صوت تكسر القوارير وينسكب العطر وضوعة الطيب بين أصابعك .. كنتأحس بعد قراءة تلك المطبوعات أنني تحممت بماء الورد وكنت أمارس العوم فيبحر العطر.
وقد كانت بيانات أو مقالات الزمن الثوري القديم، زمن غيفارا وغسانكنفاني وأنطون سعادة، تشبه خمائل الحبق وأصائص الورود ..وأما المناشيرالمكتوبة على عجل على ورق رخيص فكانت تشبه لهب النار الزرقاء الصادرة عنالكحول المشتعل .. ماان تهز عيونك سطورها حتى يتضوع العبير المخلوط برائحةالتراب المندّى بصدق المعاناة .. أو يشتعل قلبك لهبا أزرق كما لو كان سكبعلى ناره الكحول فيتنقى ويتطهر قلبك وعقلك.. باللهب الأزرق..
ولكن هذا الزمن ليس زمن الكتب السياسية الكبرى والثقافات ومقالات اللهبالأزرق، بل زمن الأثداء السياسية الكبرى المتدلية من صدر أميريكا في الدوحةواستانبول .. ووزمن أثداء آل سعود ومطبوعاتهم المريضة التي ترضع الناسنفايات الفكر الثوري وتقطر منها مياه آسنة سوداء برائحة الحظائر..ولاينتابني الا شعور بالحاجة للاستحمام بعد كل قراءة لثوار اليوم الذينيهبطون علينا من حلمات هذه الأثداء القحباء .. ويهبطون عبر صحف وفضائياتتتدلى فوق رؤوسنا كثريّات الشيطان وأثداء الخطيئة من السماء
نجوب كل العناوين والسطور والمواقع العربية والثورية ولكن عبثا.. فلمتعد القراءة أو الاستماع للعرب ومثقفيهم الا رحلة عذاب موحشة في جهلالمجهول المطلق .. ولم يعد الاصغاء للثورجيين يشبه الا التقلب في روثالحظائر والزرائب المغلقة..
في زمن الزرائب الثورية هناك حاجة ماسة في القراءة الشاملة للأحداث لأننحاول القفز فوق هذه السواتر الاسمنتية العالية والقفز فوق الحظائر الثوريةوروائحها التي ينشرها الاعلام الأسود ويحاصرنا بها كما لو كان هذا الاعلامهو خرسانات السور الاسرائيلي الذي يحيط بالضفة الغربية رغم أنف كل اسلامييالعالم ورغم كل قبضايات القاعدة والجيوش الحرة من ليبيا الى سورية التيلاتفكر في فتح ثقب بحجم المسمار في هذا السور .. فالربيع العربي (أو ربيعالزرائب) هو أول حرب في العالم تمت عبر السيطرة على عقل الخصم والعبث بهوتخريبه وقطع الهواء النقي والماء والكهرباء عنه .. انها حرب النفس وحربالصورة والكلمة التي لاترتدي ثيابا محتشمة بل خلاعية لتفتن الناس..فتنسيقيات الصورة والكلمة هي التي فتحت الحصون الأخلاقية والوطنية ونسفتالعقول وأطاحت بالدول وأذابت تماسك المجتمعات .. والنموذج السوري كاد ينجحفي اتمام اللعبة السينمائية لكن شاءت الأقدار - وربما رغبة التاريخ - أنتقاوم مزارع الياسمين روث الحظائر الثورية .. يد التاريخ قررت التدخلالايجابي في محاولات العبث بمجريات الأحداث .. وشطبت الربيع العربي منسورية.. ومن لايصدق فليقرأ في دفتر المستقبل وفي ثوريات وعنتريات اسلامييسورية الأخيرة..
قراءة عاقلة غير ثورية في الهجوم على مقر قيادة الأركان في دمشق
عندما وقع الهجوم الأخير على مقر قيادة الأركان في دمشق اتصل بي أحدهمفي الساعة الثامنة صباحا وعلى صوته أثر من حيرة وهو ينقل لي أن قيادةالاركان تتعرض للهجوم ولكنني قلت له على الفور انها عملية استعراضيةوستنتهي بسرعة بالفشل .. وانصرفت الى شؤوني وكلي يقين مما أقول .. وقد قلتهذا لأنني أعرف أن الاستيلاء على هذه المقرات لايعني شيئا من الناحيةالعسكرية أولا فالمقرات الحقيقية ليست في تلك البنى العملاقة التي عرفناهاوذلك منذ أن كانت هناك ملامح تدخل غربي على غرار ليبيا .. فرغم أن ذلكالاحتمال ظل ضعيفا لكن الاحتياطات لنقل المقرات الاستراتيجية التي يمكن أنتكون هدفا للقصف قد اكتملت ..وثانيا فان محاولة الاستيلاء عليها عمل غشيملاينتمي الى صفة العبقرية العسكرية بل التهور الموتور..
وبالعودة الى عملية الأركان فقد تبين بعد وصول التفاصيل أنها وقعت فيالصباح الباكر حيث لايحتمل وجود قيادات كبيرة .. كما أن العدد الذي نفذالهجوم هو بضعة عشرات ..وهذا عدد لايكفي لاقتحام شقة في دمشق فيها ثلاثةأفراد مسلحين فما بالكم بمبنى قيادة الأركان السورية .. ولاأذيع سرا ان قلتان السيطرة على أي نقطة في تلك المنطقة المحيطة بساحة الأمويين تتطلب علىالأقل ألف مسلح .. لانها نقطة رمزية جدا ويشبه سقوط تلك النقطة في تأثيرهالنفسي والمعنوي مشاهد سقوط القصر الجمهوري وتمثال صدام حسين في ساحةالفردوس في بغداد ..ولذلك فان التواجد الأمني السوري والعسكري في تلكالمنطقة يشبه مايحيط بمبنى البنتاغون الأمريكي ويستحيل الاستيلاء على أيةنقطة في محيط ساحة الأمويين .. والغريب أن قوى التحالف الشرير ضد سوريةتعرف ذلك وتعرف أن ساحة الأمويين مدججة بالحراسة الثقيلة وأن الاستيلاء علىكل متر مربع فيها سيكلف آلاف القتلى .. ولكن هذا التحالف يزج بالمسلحينالى موت مجاني من أجل كسب النقاط..
غير أن من يتابع تعليقات الصحف العربية والاعلام الثوري على الحادث يشمرائحة الزرائب تصدر بقوة .. ويجد كيف تم النفخ بالعملية وترويج الشائعاتالكبيرة ومحاولة التأثير على معنويات الناس من أن قلب النظام تعرض لطعنةنجلاء ولهجوم صاعق وأن النظام ارتج واهتز وأخذ بالمفاجأة على حين غرة..وأن المزيد قادم ..وأن العملية هي جزء من ساعة صفر قادمة.. وقد تم عصرالعملية اعلاميا حتى آخر نقطة لدرجة أن أحدنا يحس أن تلك العملية تشبه فيقيمتها عملية تفجير برجي التجارة العالمي في نيويورك..
لكن هذه المعركة البائسة في مقاييس التكتيكات العسكرية جاءت بتنفيذ بائسوتوقيت في منتهى الحماقة وعدم النضج لأنها كان يمكن أن تحقق الكثير فيبداية الأحداث وليس الآن بعد الاحتياطات الدقيقة المتخذة وبعد انهيار بركاندمشق وذوبان ساعة الصفر وبداية الانهيار في حلب .. وهي عملية يمكن تنفيذهاكل يوم بنفس الطريقة الفاشلة .. فلاتحتاج الا الى انتحاري مجنون ومجموعةمقاتلين تقول لهم قياداتهم أنها عملية على طريق النصر ..ولكنها في الحقيقةعلى طريق الهلاك الحتمي..
ومع هذا فمن الملاحظ أن عدد المسلحين الذين نفذوا الهجوم كان قليلابالقياس لحجم الهدف وطموحاته .. وهذا ربما يشير الى أن المخططين يعرفون أنمصير المجموعة المنفذة هو الفناء حتما ولذلك تم الزج بعدد قليل والتضحية به..ولكن اعتراض مكالمة بين أحد قادة المجموعات المسلحة منذ أربعة اسابيعفي ريف دمشق التقطت شكوى من تناقص عدد المسلحين لديه بشكل مثير للقلق..ومن بين تفسيرات تلك المكالمة أن أعداد المسلحين تتناقص بسبب تعرضهم لخسائركبيرة بسبب الزج العشوائي لمقاتلين في معارك غير منظمة وغير متكافئة وفيمعظم المواجهات مع الجيش السوري المحترف أمام مقاتلين عشوائيين تكون نسبةالخسائر لدى المسلحين كبيرة في كل معركة وتتراوح بين 20 - 30% .. وفي بعضالعمليات النوعية للجيش العربي السوري ضد المتمردين كان معدل المتمردينالمسلحين الناجين لايتجاوز عشرة بالمئة .. ولفت البعض الى أن تناقص الأعدادالكبير في بعض المجموعات قد يعود لانسحاب المقاتلين لأسباب كثيرة .. وفيأربع حالات موثقة على الأقل كان هناك تذمر من سوء أداء بعض القياداتالارهابية ميدانيا والذي تسبب بكوارث وخسائر لمجموعاتهم .. وهناك اعتقادلدى بعض المقاتلين أن مجموعاتهم مخترقة فقرر بعض النافذين فيها الانشقاقبمجموعاتهم والعمل بشكل مستقل مما انعكس على أداء المجموعات الأصليةوقدرتها على الزج بأعداد كبيرة من المقاتلين .. وهناك مثالان على اتصالاتبين قياديين من المجموعات المسلحة وضباط مخابرات سوريين أبرموا صفقة معالمخابرات السورية على البقاء على الحياد واخراس الأسلحة (صمت السلاح)..مقابل أثمان معينة!!
ولكن ماهي أحوال الحركة الاسلامية الآن في سورية كما يقول لنا ضجيجها؟؟
ان من يتابع التصريحات والتهديدات العالية النبرة للاخوان المسلمينالسوريين ومحاولة استعراض القوة قد يصيبه الوهم أن ارتفاع النبرة والتحدييعنيان تمكن المشروع من الاستحواذ على مفاتيح اللعبة في سورية .. لكنالحقيقة التي لاتحب المجاملات هي غير ذلك .. وهي أن قيادات الاخوانالمسلمين والحركات الاسلامية العاملة في سورية لم تعد مرتاحة أبدا لتعثرهاالشديد في انجاز الحلقة السورية وانشاء الزريبة الثورية في بلادالشام ولمتعد مبرراتها وشماعة أن النظام شرس وعنيف مقبولة لدى من ينتظرها بفارغالصبر من القوى الداعمة الكبرى .. وصارت تنظر بقلق الى أنه سينظر اليها علىأنها هزمت مرتين في سورية خلال العقود الثلاثين الأخيرة اذا لم تتمكن منالحصول على أي ثمن بعد هذه الحركة العنيفة .. وهناك حرج شديد وقلق يجثم فوقرؤوس الاسلاميين السوريين وهو أن الهزيمة الثانية الكبرى لن تعني نهايةمعركة بل تعني خروج الاسلاميين نهائيا من المعادلة المستقبلية السورية..وتخشى القيادات الاسلامية من اعداد بدائل وتعويم قوى أخرى وسط مثل اظهار آلطلاس بشكل أكثر وضوحا في جسم المعارضة..
ولذلك ستستعر التصريحات النارية للاسلاميين السوريين مثل تصريح الشقفةالعلني بالتصدي للهلال الشيعي والتهديد بالحسم وسيرافق ذلك قيام المجموعاتالمسلحة بعمليات استعراضية .. ولكن سيغش نفسه من لايعتقد أن اللعبةالرئيسية في الداخل السوري انتهت لصالح النظام بعد صموده الجبار 18 شهرا فيمعركة مصممة لتنجز في أسابيع قليلة .. والترقب يتركز الآن على التحولاتالخارجية القادمة لامحالة .. القوى الخارجية الهامة في السيناريو السوريصارت الآن على يقين من انتهاء دور الاسلاميين في سورية والى أمد بعيد..
ويشير المحللون في استنتاجاتهم النهائية الى خروج الاسلاميين منالمعادلة المستقبلية السورية بسبب انفراد النموذج السوري الذي هزم الحركةالاسلامية المسلحة في الثمانينات .. ويكرر الحاق الهزيمة بها الآن .. ولكندوي هزيمتها سيكون الآن أكبر بكثير من هزيمة الثمانينات .. ففي الثمانيناتكان دعم الاسلاميين من بعض دول الجوار على العموم (العراق والأردن ومصروقليلا من السعودية) .. لكن طبيعة الدعم الذي لاقاه الاسلاميون في هذهالأيام فاق التصور فهو من كل الجوار بمن فيهم اسرائيل والسعودية وتركياوالأردن ولبنان ومصر وتونس وليبيا وقطر ومستعمرات الخليج ومن كل دول اوروبةالغربية وأميريكا .. كما أن دخول الحركة الاسلامية عالم السياسة من بابالصفقات العريض مع الدول الكبرى يعني أنهم دخلوا بثقل لايضاهى وراهنوا بكلمالديهم من بيض في السلة..
وهزيمتهم القادمة في سورية ستجعل المشروع الاخواني في بلاد الشام عموماينفرد عن غيره بأنه انتهى الى غير رجعة والاقتناع أن نموذج الحكم الاسلاميغير قابل للحياة في سورية .. لأن هزيمتين ثقيلتين متتاليتين تعنيان أنالمجتمع السوري ورغم مسحته الاسلامية القوية وتعاطفه مع الحركات الاسلاميةفانه في تركيبته الاجتماعية غير قابل للتعايش مع الاخوان والتياراتالاسلامية كقوى سياسية في السلطة رغم كل الاغراءات التي حملها الربيعالعربي وأهله وهدايا الحرية والديمقراطية .. وفي هذه الثنائية والخاصيةللمجتمع السوري يحزم المشروع الاخواني حقائبه وينتظر قطار الرحيل بعدانتظار على المحطة دام بضعة عقود ..ان الفشل الثاني لايمكن الا أن يكوندرسا قاسيا للمشروع الاسلامي في بلاد الشام .. وبذلك سيدشن الشقفة وطيفورعملية انتهاء الحركة الاسلامية الفاعل سياسيا في بلاد الشام..بسبب سوءالتقدير والحسابات والأخطاء الرهيبة التي وقع فيها التنظيم وعدم معرفتهالواضح لمفاتيح المجتمع السوري..وللمفاتيح الاقليمية..
ان محاولة التصعيد في دمشق وحلب والتهديد بالحسم وساعات الصفر لم تعدتقنع الكثيرين من المتابعين الغربيين الذين يشيرون الى حقيقة ناصعة وهي أنتصعيد لهجة الثوريين الاسلاميين في سورية ترافق مع استخفاف علني أمريكيبفكرة التدخل في سورية وترافق مع محاولات تركية اظهار نوع من التنصل منالورطة السورية اما بالعزوف عن الوعود الكبيرة أو بالانخراط في محادثاتاقليمية أو بطرد الأسعد بطريقة لائقة أو حتى الايحاء بأنه خرج من الأراضيالتركية .. فربما أعلن ذلك رغم ابقاء الأسعد في تركيا ..لكن مجرد الاعلانيعني أن الأتراك صاروا يفكرون جديا في خط الرجعة والمساومة ولديهم يقينكبير أن معركة سورية صارت في صالح الدولة السورية ..دون أدنى شك..
الاسلاميون السوريون يحزمون حقائبهم على تخوم حلب ويستعدون للسفرويتركون لنا الخراب في مدننا والخراب في عيوننا ونفوسنا ..ويتركون خلفهمآثامهم وجثث قتلاهم .. وجثث المدن التي حاولوا اغتصابها ..ويتركون لنا بلداجرحت عيناه وقلبه ورئتاه..فماذا يقال بعدما فعلوا؟؟
انني شخصيا لايهمني ماتخرب وماتحطم في بلاد الشرق .. ولست أبكي المدائنالشرقية التي شاخت وكبرت من كثرة الهمّ والتي شابت عماراتها من الأهوالوجرحت وجوهها الجميلة بالبنادق المجنونة الهائمة على وجهها .. وملأت خدودحيطانها الندوب والثقوب .. وغارت نوافذها المحطمة كعيون الجماجم ومحاجرالعيون .. ولست أبكي الشوارع التي كانت لمشاوير العشاق و"لقاء الكف بالكف"فصارت معارض للجثث الممزقة .. ولست أحزن على المقاهي التي آنستها طويلاضحكات الأصحاب وطقطقة أحجار النرد وغرغرة الأراكيل المنفعلة والتي صارتاليوم قطعا من قندهار وكهوف تورا بورا..
مايحزنني هو أن كل معارضة العرب لم تكن معارضة وطنية عندما أغوت شعوبهابالكذب وساقتها الى دخول الزرائب الثورية والمهالك والحروب منذ العراق وحتىاليوم في مصر وأقنعتها أن الذئبة الأمريكية وضعت مولودا حملا اسمه الربيعالعربي وانها ترضعه الحرية .. فياسبحان الله .. متى كانت الذئبة تضع حملا؟؟..هل تلد الذئبة الا ذئبا ؟؟ !! ..وهل تلد ذئاب الناتو مشروعا وطنيا عربيااسلاميا ديمقراطيا؟ ؟ وهل تأكل الذئاب الذئاب؟
كم صارت متابعة الثوار العرب والقراءة في بيانات ثوار العرب ومعارضاتهموصحفهم ومواقعهم الالكترونية عموما وأقلامهم أشبه بحقن الهيرويين وتعاطيالأفيون والحشيش .. بل لايشبه النوم في سرير ثقافة الربيع العربي الا النومفي سرير الرذيلة ثم الاغتسال بالطين والمستنقعات .. وشرب ماء الطمي والوحل..ولم تعد القراءة في زمن الثوار الجدد الا وسيلة للتعرق الشديد .. ولاتفوح من كتاباتهم وبياناتهم ومؤتمراتهم الا رائحة أقدام الأمراء الصحراويين..وآباط الأميرات الصحراويات المليئة بالديدان .. ولاينتابني الا شعوربالحاجة الى الاستحمام والوضوء بعد امساكي لصحيفة عربية أو منشورات العربانالثوريين من المحيط الى الخليج .. وحتى الاستماع لحديث الثورات ورجالاتها..لأنها احاديث مبللة ببول العرب والأتراك والاسرائيليين وكل من يتبول علىثقافة الثورات الانسانية..
كم يحاصرنا هذا الزمن .. زمن الزرائب الثورية .. وكم نحن بحاجة الى زمنطاهر آخر نعيش فيه .. وكم نحن بحاجة الى مظلة تقينيا هذا المطر الأصفر..وأن نعود الى حقول الحبق وشواطئ العطر .. ومقالات اللهب الثوري الأزرق..زمن تشي غيفارا..
فاستريحوا من عبء ثوار العرب وضجيجهم عند هذه الأغنية .. عن الثائر تشيغيفارا.. قد لانفهم الكلمات لكننا حتما سنحس المعاني ونشمّها ونحسها كاللهبالأزرق..