الزكام

الزّكــــام
بقلم : أحمد نضال عوّاد .
زكام انتاب جسدي القويّ فطرحني كالهرم في فراش الإغاثة أطلب الإستعانة من المعافى والخالي من الأمراض . صداع في رأسي زلزل عقلي وجعله يشعر بالدّوار كلّما سارت الأيّام . أرض تصدّعت من اللبّ الداخلي فتفتت وأصبحت قطعا متناثرة في فضاء واسع يحاكي الكواكب والأقمار .
ذاكرة نهبت وأعضاء سرقت ، فأصبحت أسير للسقم ، وشعرت بشلل جمّد ما تبقى لي من أعضاء ، وصار من نهبني عالما في أصول البيع والإستثمار .
في أوقات كثيرة ينصهر الجسد ويتفكك إلى قطع متفرّقة ، وفي لحظات معيّنة يتوحّد في كيان عظيم يحاكي الشّموخ والغلبة ، ولكنّ العقدة تكمن في تفرّقه حين يحتاج إلى وحدة ليواجه الدنف ، فلماذا لا يبقى الجسد مجتمع على كلمة الحقّ الأبدية ، ولماذا لا يواجه المرض بقوة وحيوية ، فالجسد المترهّل لا ينتج عنه إلا داء وهو غير قادر على إنتاج الدّواء ، فكيف له أن يقاوم المرض الذي عشعش في الذّاكرة وسيطر على الأمعاء ، فطاقة التوليد الذّاتية لا تعمل على إعطاء شحنات الإستمرار والنجاة ، فلا بدّ من مولّد يعمل على شفاء للمرض ، لأنّ الزّكام قد ينتقل للآخرين وعندها ستصبح المصيبة مصيبتين ، ونحن نريد التقليص من توسّع الجهل والسّلبيات بعيدا عن الإنغلاق على الذّات ، فالمريض يحتاج إلى علاج ليأتي بعد ذلك الشفاء ، و إن كان الدّاء مستفحل فلا بدّ من أن نأتي بالدّواء .
يجب أن نحرص على عدم انتقال العدوى السّلبية ، فنحن نريد إنتقال الإيجابية ، وذلك لأنّ الجسم السّليم لا يقبل بالوعكات الصحيّة ، وذلك ليكون قادرا على إنجاز أعماله ونشاطاته بكل راحة واطمئنان ، بعيدا عن السّرعة والإستعجال ، فالجسد القوي يهابه الأسد في الغابة ولا يستطيع معه الكلام حتى وإن كان في زكام .