المنطقة العربية وحجم المؤامرة العالمية

بقلم الدكتور رايق بريزات

ان المتتبع لللاحداث العربية التي جرت وتجري في الساحة وخاصتا عن الوضع الراهن في بعض الدول يؤكد لنا ذلك بأن هناك هجمة شرسة ضد المنطقة العربية وخاصتا الدول التي قد تشكل ولو جزئيا عرقلة للمشاريع الامريكية والاسرائيلية في المنطقة العربية , والتي ارادتها الولايات المتحدة الامريكية اعقاب الاحتلال الامريكي للعراق عام 2003, و 2005 عندما اعلن الرئيس الامريكي جورج بوش الابن مشروع الشرق الاوسط الكبير والذي يهدف الى اعادة تمزيق المنطقة العربية الى دويلات صغيرة تكون عاجزة عن حماية نفسها, وها هو السيناريو يتكرر اليوم مع دول المنطقة وما تتعرض له من هجمة اعلامية وسياسية سواء كان من بعض دول المنطقة او من الغرب الذي طالما يخطط الى تدمير البنيية الدفاعية للدول المنطقة المحيطة باسرائيل.

 ومع هذا فان لكل دولة لها الحق بالدفاع عن سلامة اراضيها سواء كانت الاعتداءات التي تتعرض لها الدولة داخلية ام خارجية, فما تواجه الدول العربية اليوم ما هي الا مؤامرة شرسة وخاصة بعد تدخل الدول الغربية بالسياسة الداخلية لدول المنطفة بتسليح اعداد كبيرة من الثوار من اجل الاطاحة بالانظمة وتمويل الجماعات المعارضة ودعمها اعلاميا والذي يهيء الارضية المناسبة لهم من اجل الاطاحة بالانظمة السياسية القائمة واستبدالها بانظمة جديدة تتلائم ومتغيرات العصر , ان تسارعة الاحداث حول المنطقة باكملها ما زال غير مسبوق مما دفع المراقبين في المنطقة العربية والعالم يدركون حجم المؤامرة الدولية التي خطط لها لم تتوقف حتى يسقط احد الطرفين اما الانظمة او الثوار في دولهم والدول المساندة لهم.

وللاسف ان المؤامرة على الدول المناؤة لسياسات الغربية وغيرها من المؤامرات الدولية التي يخطط لها في البلاد العربية تدار باموال والنفط العربي وان هذه الاموال تستخدم كل مرة ضد دولة عربية من اجل احتلالها والسيطرة عليها, ومع ان هناك دولا عربية وضعت نفسها راس حربة في مواجهة دولا اخرى اعلاميا وسياسيا من اجل ارضاء الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل , وللاسف فان هذه الدول اصبحت تبيع وتشتري بدماء العرب من اجل ما يسمونه بالحرية والديمقراطية المستوردة من الغرب.

وهذا يكشف حقيقة هذه الدول ومدى تعاملها مع المؤامرة التي يديرها الغرب ضد المنطقة, وكما اسلفنا فان لكل دولة لها الحق بالدفاع عن سلامة اراضيها ولها الحق بان تحفظ امن بلادها من المخربين ولها الحق بالقضاء عليهم في كل مدينة يتحركون فيها, لها ما للدول الاخرى التي قتلت وشردت وسجنت مئات من المواطنين من اجل الحفاظ على الوطن, لماذا هذا الوقت اصبحت الانظمة العربية انظمة غير ديمقراطية مع اننا نعرف ان الدول العربية مجتمعة لا يوجد فيها ديمقراطية حقيقة, وان الديمقراطية المزيفة الموجودة في البلاد العربية هي ديمقراطية الحكام التي تتناسب وحكمهم للشعوب.

 نعم هناك قمع للحريات وتجويع للشعوب ونسب مرتفعة للبطالة في المنطقة ولا احد ينكر ذالك ولكن علينا بالمقابل ان ندرك حجم الضياع الذي سوف يتسبب في دمار المنطقة واعادة تجزئتها من جديد, وعلى الانظمة العربية مجتمعة ايضا ان تدرك ذلك وان تبداء من جديد باعادة الاصلاحات السياسية والاقتصادية والتي بدورها سوف تقطع الطريق على المخططين لهذه السياسات.


وعيله يجوز ان نفترض , ان حجم المؤامرة على المنطقة قد ينتج عنه تحولات في السياسة الدولية , وان ما يحدث في المنطقة في هذا الوقت هو قد يكون نهاية النظام العالمي الحالي وبروز نظام عالمي جديد اكثر توازنا مما سبقه.