أطول الحكومات الأردنية عمرا تقدم استقالتها
للحكومات الأردنية وأعمارها قصة جدير أن تُحكى وتروى، فعلى مدى واحد وتسعين عاما، هي عمر نشأة الدولة الأردنية، تعاقب على الحكم 39 رئيس وزراء، ستة عشر منهم فقط لم يكلفوا لتشكيل حكومة مرة ثانية، فيما عهد للغالبية المتبقية تشكيل الحكومة أكثر من ثلاث مرات، حتى أن بعض رؤساء الحكومات بلغ عدد تشكيله للحكومة اثنتي عشرة مرة. هذا عن مفارقة التشكيل وأعداده، وكذا تنسحب المفارقات لتشمل الأنحاء الزمانية في المسألة، فيما بات يتداول بمفاهيم وعبارات مثل: أطول الحكومات عمرا وأقصرها، ويجري ترداد دائما أن اقصر الحكومات عمرا هي حكومة هزاع المجالي الأولى، التي لم تستمر في الحكم أكثر من ستة أيام، غير ان قلائل يعرفون أن حكومة إبراهيم هاشم الأولى هي أطول الحكومات عمرا في تاريخ الدولة الأردنية، والتي استمرت في مباشرة الحكم قرابة خمسة أعوام إلا أياما قليلة، وعلى وجه التحديد باشرت الحكم في 18 / 10 / 1933 وبقيت تدير المؤسسة التنفيذية في البلاد إلى أن تقدمت باستقالتها إلى أمير البلاد في مثل هذا اليوم من عام 1938، بمعنى أن هذه الحكومة بقت تمارس الحكم على نحو فاعل مدة 1805 يوما بالضبط. الغريب أن الطاقم الوزاري لهذه الحكومة كان يقتصر فقط على ستة وزراء، بمن فيهم رئيس الوزراء، وأن تعديلا وزاريا طيلة هذه الفترة لم يطرأ على هذا التشكيل. في حال أجريت مقاربة، على نحو ما بين هذه الحكومة ومدتها الزمنية الحاكمة، وبين الحكومات التي أدارت البلاد في ذات المدة للسنوات الخمس الماضية، ستبرز على الفور جملة من الحقائق والاستخلاصات المهمة، وقد تكون الصادمة في بعض دلالاتها. سنجد أن الوزراء الستة الذين أداروا الحكم وهم يؤسسون لدولة في ثلاثينيات القرن الماضي، يقابلهم 165 وزيرا و خمسة رؤساء وزراء (2007-2012) أسندت إليهم ذات المهمة. الفارق لا يكمن في الزمن، تبدلاته ومستجداته كتبرير على هذه التباينات الحادة، وإذا كان من تبدل فهو تبدل النظرة للأشياء، والتحول من الجدية والصدق الوطني، إلى الخفة وتقديم مصلحة الأنا على مصلحة الجميع. |
||