بعد إغلاق المواقع سيكون الشارع والظلام متنفسًا لظلال الحرية



حينما تغلق علي بابًا من حقي البحث عن باب جديد...وحينما أجد العالم يتبجح بحريته أجدك في وطني تريد تكبيل ظلال حريتي...

آيها المقيد للحرية في وطني حينما تطارد ظلال حريتي ظلامك سيمنح ظلال الحرية البقاء...فتعرف على الظل وسلوكه بين الليل والنهار ستجده أشد قوة في الظلام.

مدافعًا بشخصه عن الفلم المسيء أوباما يقول(أمريكا بلد الحرية وما من شيء يقيد نشر الفلم)، وفي ذات السياق تمتلئ محطات المترو بلوحات إعلانية مسيئة للإسلام وداعمة للصهيونية متحججين بالحرية، من الأكيد لو قام الزائرين لأمريكا من القادة العرب والمسلمين بالتوجه للمترو لشاهدوها ولكانت نوعًا من الإهانة الواضحة لهم كأشخاص لكونهم ينتمون للدين الذي تسيء له تلك الإعلانات، وسيجدون أنهم أمام مقارنة بسيطة سريعة بين قيودهم على شعوبهم وبين ما تدعيه أمريكا من مراحل متقدمة في الحرية، سيجدون أنفسهم وحكوماتهم في أوطانهم تطارد ظلال الحرية، وهنا في وطننا أبدعت الحكومة بمطاردة الظلال، فلو كانت الحرية موجودة لما كان المواطن يستخفي بالتعليقات من خلال المواقع الالكترونية وتحت أسماء مستعارة ليقول ما يدور في خلده من سنيين حول ما يشاهده من ظلم وفساد، وها هي المواقع الالكترونية التي كان الأردنيون يجدونها متنفسًا لهم تقييد أمام ناظرهم، وكأن المشرع لقانون المواقع الالكترونية يطارد ظلال الحرية المنقوصة التي مارسها الأردنيون في زمن الربيع العربي، الزمن الذي حمل في السلاح واستبيحت به الشوارع لأجل الحرية في بلاد طغى الدم على منابر الحريات ليولد الربيع، وكأنما المشرع يود أن يدفع المواطن ليكتم ويكتم ويكتم وينفجر في الشارع...كي يعبر بالحجر وبالهتافات وربما بالسلاح...

فهل هذا ما يرديه من سن قانون المواقع الالكترونية؟

وهل التوقيت صائب ليرى الأردني تنعم الأمريكي بوقاحة حرايته بينما يكبل الأردني فوق قيوده؟

بالنسبة لي كاتب هذا المقال كان موقعي الالكتروني (الكرك) متنفسًا في زمن الربيع ولكثيرين ليعبروا بأقلامهم عن ما يريدون، وما دام القانون الجديد يقييده ويدفعني لإغلاقه أظنني سأعود للشارع أمارس منه هوايتي في نشر ما أكتب من جديد.

فيا آيها المشرع أرجوك لا تطاردني في الأزقة وفي الشوارع...فظلال الحرية من الصعب أن تكبل فكلما أغلقت باب يفتح لها أبواب، فحينما يحل الظلام من الصعب أن تتعرف على ظلي فكل الوطن سيكون ظلال. 
ناشر صحيفة الكرك: مالك خلف القرالة