احد عشر سببا لرحيل محمود عباس عن الحكم

مكذبة " الرئيس " الاصلاحي محمود عباس انهارت ، وانتهت الى نتائج مأساوية ، فالرجل حقق في عصره اعلى نسبة من الفساد السياسي والاجتماعي والمالي ، فساد اجتاح محاور العمل الفلسطيني ، بل تسيد فساد اسرته المشهد كله ، ليصبح تاجا براقا لا تخطئه العين ، ولان الفساد استشرى من الداخل الى الخارج ، من الاسرة الى المؤسسة ، فان محمود عباس فقد ابسط المقومات الأخلاقية ، والقدرات الادارية والقانونية على محاسبة الغير .
اكتفى عباس بالتمترس خلف موضعه القتالي دفاعا عن الاسرة ، وعن انتشار طارق محمود عباس في كل مناحي الحياة الفلسطينية ، انتشر فسادا ضد الأعراض والقيم ، من اجل المال والنفوذ ، حتى بلغ الامر حرمان شباب من حركة " فتح " نفسها من شق طريقهم الى العيش الكريم ، فضرب من ضرب ، واضطهد من اضطهد .
من حلاق شعر مسكين ، جاءت اليه " امرأة ابن العزيز " طواعية ، وكاد ان يقتل من شدة الضرب ، الى " شح " البصر بعيدا عن جرائم مماثلة " لابن العزيز " نفسه ، وغيره من " ازلام الرئيس " ، الى اضطهاد ، وألغاء ترخيص شركة اناس ينذرون انفسهم ، لتوفير الحماية الأمنية لمصالح اقتصادية كبيرة من اجل إطعام اسرهم ، لكنهم يجدون مخالب طارق عباس في وجوههم ، ويجدون قرارات ابيه الجائرة دوما بالمرصاد لهم .
انهارت " العائلة المقدسة " ، وغرقت في رذائل المال والاخلاق والكذب ، معتقدة بانها تحكم شعبا " مخدرا " او " مدجنا " ، لن يقوى على النهوض والتمرد ، فمن يستطيع مد عنقه لرئيس ، مؤمن ومصلح ؟! ، رئيس اعلن منذ سنوات لوسائل الاعلام الروسية بانه قضى على الفساد ؟! ، لكنه يجلس اليوم على ثروة شخصية هائلة ، وفي عقر داره من ينتهك أعراض وارزاق الناس ، وفي قيادته من لا يضع أية حرمة لأعراض الناس ، و في مكتبه الدسائس والبذخ ، وفي قصره كنوز ثقافية وتاريخية مهربة .
لقد اخطأ الطاغية في قراءة الشعب ، لانه وبكل بساطة لم يعرف هذا الشعب يوما ، اليوم ، بدا يلمس ان الناس تعد عليه الخطى ، تسجل كلماته ووعوده ، تحاصره ، تتبادل المعلومات ، تحفظ ، توثق ، تصور ، تراقب ، وتعد للحظة القرار ، ولم يستثن من ذلك مكتب عباس نفسه ، فأولئك اكثر من يعلمون ما الذي يحدث ، كذلك الرتب الأمنية والادارية المتوسطة ، وهم يرون كبارهم يتسابقون الى المال ، ثم الى تامينه في الداخل ان امكن ، لكن الخارج سيكون افضل .
البعض يغضب عندما اكتب " الرئيس " المنتهية ولايته قانونيا ، لكن الواقع مؤلم اكثر من ذلك ، فهذا " الرئيس " انتهت ولايته أيضاً ، بحكم انهيار منظومة القيم الأخلاقية ، الشخصية والأسرية والسياسية .
فمثل هذا الرئيس لا يملك القدرة على محاسبة وزير سقط في الرذيلة محاولا اساغلال حاجة حرائر فلسطين الى العمل ولقمة العيش ، وزير يقيم لنفسه ماخورا في جزء من مكتب افتراضي لثورة الشعب الفلسطيني ؟!! .
انهيار " مكذبة " الرئيس المصلح ، ترافقت مع انهيار " مكذبة " الإصلاحات ذاتها ، بعد ان استهلكت كأداة للانتقام من خصوم افتراضيين ، اخترعهم " الرئيس " للتخلص من افضالهم الهائلة عليه ، فلم يكن هذا " الرئيس " في الواقع ، الكريم الذي يكرم ، بل اثبت انه ليس اكثر من " اللئيم الذي تمردا " ، فهذا " الرئيس الاصلاحي " جداً ، يغمض العين عن قصور وثروات ورفاهية " بطانته وازلامه " ، يدخل بيوتهم التي تقدر بالملايين ، ولا يسال ، يأكل من طعامهم المكلف ، ولا يستحرم ، يرى سياراتهم الفارهة ، ولا يستعجب .
بالمقابل ، يطلب نفس " الرئيس " الاصلاحي جداً ، ان تعيش الاسرة الفلسطينية وتكتفي ، تتعلم وتعالج ، تسكن وتدفئ ، تسافر وتعود ، تصوم وتحج ، تزكي وتعين الأهل والجيران تلبس وتستقل المواصلات ، تأكل اللحوم والفاكهة ، وكل ذلك بأقل من 100 دولار شهريا ، وهو يعلم ان ذلك المبلغ هو مصروف ربع يوم لأي من احفاده " البررة " ، احفاد اسرة أخذت كل شيء ، بما في ذلك حياة الزعيم الراحل ، ولم تقدم يوما أسيرا او جريحا ، دعك عن الشهادة ، ، اسرة عاشت حياتها كلها على حساب هذا الشعب " الغليان " ، الصابر المرابط .
اما وقد فتح عباس نفسه هذا الملف ، قبل رحلته " الميمونة الى عمان " بما تتضمنها تلك الرحلة من مشوار الى اسطنبول ، واخر الى نيويورك ، وبعد ان طالب شخصيا بتامين رحيله عن الحكم ، والاستعداد لاختيار " البديل " ، او لاختيار " البدائل " له ، في مناصبه التي تفوق مناصب اي ديكتاتور عربي ، سقط او لا زال يحكم ، فالواجب يفرض ، إلزام عباس بكلمته بدلا من تصديق كذبته .
اعلم يقينا ان محمود عباس يكذب ، ولن يرحل عن اي من مناصبه ، حتى باسالة الدماء ، لكن لا بد من وضعه في مواجهة الحقيقة ، في مواجهة مناوراته السطحية الضيقة ، ورد اساليب الابتزاز البدائية اليه فورا ، والضغط عليه لينفذ ما وعد به ، او الاعتراف صراحة بانه يكذب ويخادع ، كما خادع العرب في نيويورك العام الماضي ، فمكر هذا " الرئيس " ليس اقل خداعا من مكر النساء ال ....... . !!
قد يسال اي مواطن ، وكثيرون سيفعلون ، لماذا يجب ان يسقط عباس ؟ و كيف سيكون ذلك خدمة للقضية الفلسطينية ؟ ، وربما يسبق ذلك او يليه سؤال اخر ، ما البديل ، ومن ؟
لا بد اولا من الجواب على السؤال الثاني ، فمن صفات الزعماء الفاسدين تصدير ذلك الوهم الازلي لشعوبهم ، اما انا او الطوفان ، وذلك بالضبط ما فعله عباس في اجتماعات القيادة الاخيرة في رام الله يومي 15 و 16 الجاري ، و بامكان الجميع قراءة اهم ما ورد في محاضر تلك الاجتماعات منشورة في هذا الموقع وغيره .
ولكن ، كيف لنا ان ننسى اسس ايماننا ، والقوانين الالهية الناظمة للحياة ، فقد مات الرسول الأعظم ، لكن الرسالة انتشرت في آفاق الارض ، رحل الخلفاء والأمراء والزعماء ، لكن شعوبهم استمروا في الحياة ، مات عبد الناصر وياسر عرفات ، مات تشرشل وديغول والملك فيصل وهواري بومدين ، لكن الحياة لم تتوقف ، بل استمرت كما رسم لها الله وقدر .
في ذلك السؤال أيضاً ، تحد واضح لإرادة الخالق ، فماذا لو مات عباس اليوم او غداً ، لانقضاء اجله ، او بحكم امراضه المتعددة ، من قلب وسرطان واكتئاب شديد ، او من امراض الجشع المالي ، او الجبن عن مواجهة المحتل ، او الكذب على الشعب ، فمن يستطيع التدخل في ذلك او منعه ، وهل بيننا من يستاجل الاقدار لحظة او يستعجل ؟ ، اللهم غفرانك ، اللهم عفوك .
اما عمن يمكن ان يليه ، فذلك سؤال اخر " ملغوم " بالنوايا السيئة ، فهل المقصود بذلك السؤال ، إعطاء من لا يستحق ، ما لا يملك ؟! ، فهناك من يروج في هذه الايام لفكرة ان يقوم الرئيس بتعيين نائب له ، وتلك دعوة في منتهى الخطورة ، خاصة في ظل غياب كافة المؤسسات الشرعية ، المنتخبة منها و"الدستورية " ، و ان فعلها عباس ، فلاجله لا لأجلنا .
نحن لسنا امام شعب عاقر او عاجز ، ولم يكن عباس يوما استثنائيا الا في الفساد والجبن والتدمير ، فلا داعي لإرباك الناس ، او إخافتهم ، بان " الرب ربما يكون قد كسر القالب من بعد عباس " ، مع انني واثق ، انه سبحانه قد فعل ، رحمة بعباده من لعنة تكرار تلك المأساة ، ليرحل فعلا ، فسيرى المشككون عشرات الكفاءات والطاقات ، يتقدمون بقوة لخوض المعركة ، فالمسألة ليست من ، بل كيف ، ولا اعتقد ان الراي العام يقبل بعد الان ان يحكم خارج شرعياته الوطنية المعروفة .
اما لماذا يجب ان يرحل عباس ، فذلك أمره سهل ، واجاباته موجودة امام الجميع ، بل هو امر مستحق منذ ثلاث سنوات او اكثر ،
- يجب ان يرحل لانه يقول انه يريد ان يرحل باصرار ، الا اذا كان يكذب !!
- يجب ان يرحل لانه وعد ان كان هناك من يطالب برحيله، فسيكون هو الثاني ، فهل كان يكذب ؟
- يجب ان يرحل لان تجربته فشلت واعادت فلسطين سنوات الى الوراء ، فهل يعترف ام يكذب ؟
- يجب ان يرحل لانه سرق الشعب هو واسرته ، وبدد قدراته ، الم يفعل ؟
- يجب ان يرحل لانه دمر الديموقراطية الفلسطينية وبقاؤه يشكل خطرا عليها ، أوليس كذلك ؟
- يجب ان يرحل لانه احد رمزي الانقسام الى جانب قيادة " حماس " ، فهل ينكر ذلك ؟
- يجب ان يرحل لانه نسي اليتيم والشهيد والأسير والمريض والمحتاج ، هل يدعي عكس ذلك؟
- يجب ان يرحل لانه يحطم " فتح " كي لا تقوى على محاسبته أبدا ، هل في ذلك شك ؟
- يجب ان يرحل لانه وعد بما لا يقبل الشعب ، في ملفي القدس واللاجئين ، كيف لا يرحل ؟
- يجب ان يرحل لانه متآمر على الزعيم وقتله والتغطية لذلك ، فهل الخائن يبقى ام يرحل؟
- وأخيرا يجب ان يرحل لانه مغتصب للسلطة ، وولايته انتهت منذ اعوام ، ام لم تنته ؟