في البوتاس ... ها قد عاد زمن المجد

لا احد ينكر ان شركة البوتاس العربية ، هي اكبر اعمدة الاقتصاد الوطني ، التي اصبحت انموذجا لنجاح التخطيط الاقتصادي الوطني ، وقصة نجاح تفخر بها الاجيال القادمة ، انها قصة العاشق المهيم ، الذي جعل من الوطن معشوقته ، فاصبح البحر الميت بحرا حيا ، بعثت الحياة في عظامه وهي رميم ، كما بعثت بهجة الحياة في بيئة الاغوار الجنوبية ، التي كانت قبل انشاء مصانع البوتاس ، بيئة مسحوقة عاث فيها الفقر والجهل والمرض ، لكنها الان منطقة استقطاب كبرى ، يتوافد لها الفنيون والمهندسون ومختلف اصحاب التخصصات العلمية ، للعمل في مصانع الشركة الام ، شركة البوتاس العربية ، والشركات الاخرى التي ولدت من رحمها ، كشركة البرومين والطين ومختلف شركات انتاج املاح البحر الميت ، السليمة منها والسقيمة ، التي اعيا بعضها المرض ، بعد ان عاث فيها الفاسدون نهبا وتدميرا ، فلم تجد الطبيب المداوي ، بعد ان رحل الى دار الحق ، نطاسها البارع ، سليمان الهواري .
ها هو الزمن يعود من جديد ، فجرا جديدا وضاءا ، بعد ان عادت كرك التاريخ والمجد ، كي يصنع ابنائها من جديد ، مجدا للاردن كله ، من رحمة حتى الحمة ، ومن الصافي حتى الصفاوي .
عاد لنا المجد هذه المرة ، مع احد ابناء الاردن الاوفياء ، قدر الله له ان يكون من الكرك ، خليفة لصانع مجد البوتاس ، الراحل سليمان الهواري .
ها هو فارس الصحراء ، جمال الصرايرة ، اطال الله في عمره ، وحماه من كل سوء ، يمتطي صهوة جواده الابيض ، ممتشقا سيف الحق ، يطارد ذئاب السلب والافقار ، يجوب السهول والبوادي ، باحثا عن جيوب الفقر ، ليملاها من خيرات الوطن ، يمخر بسفينته عباب البحر الميت ، لينتشل من خيراته ، لرفعة شأن الوطن ، كل الوطن .
ها هو رسول الخير ، رسول القائد الهاشمي ، في قمة هرم البوتاس ، قمرا ساطعا ، يضيء عتمة ليل طال ، ومعلنا عودة المجد لروابي البوتاس ، فعاد للبوتاس بياضه اللامع ، وعادت مداخن المصانع ، تنفث امالا واحلاما للبائسين .
لقد عادت الكرك ، كرك المجد والتاريخ ، قلعة الهاشميين ، منارة للوطنية الحقة ، فها هو ابنها جمال الصرايرة ، يجوب ارجاء وطن المحبة ، ليسدد لابنائه فواتير عشقهم السرمدي ، لتراب الاردن ، وقيادته الهاشمية .
بوركت يا اردن ، وبوركت يا كرك ، وبوركت يا قائدنا الهاشمي .

ماهر الموسى
maher74562gmail.com
26/9/2012