زمن التيه العربي (في الرد على الصديق الدكتور ابراهيم باش
أعتقد بأن المرحلة الأخيرة من مراحل دورة حياة الزمن العربي السيئ قد أوشكت على الإنتهاء.
لقد ساهمت ثورة الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات وغيرهما مثل كفاءة وفاعلية مؤسسات الدفاع عن حقوق الإنسان على سبيل المثال لا الحصر في إيقاظ الوعي العربي الجمعي، وتراجع منظومة التخلف المزمنة التي أتعبت كاهلنا وكاهل كل من سبقونا، وبرزت على الساحة قيادات مهمة وملهمة تطالب بتعجيل حركة الإصلاح ومحاربة الفساد الحكومي والإجتماعي والإهتمام بإستغلال طاقات الموارد البشرية العربية الكامنة، لأن السرعة هي سمة من سمات هذا العصر الرقمي، أي بتطبيق مبادئ الحرية والكرامة والشفافية والعدالة والمساءلة بغية محاربة ظاهرتي الفقر والبطالة المقلقتين، وتأمين خدمات الرعاية الصحية والتعليم، والتخطيط القادر على ضمان التنمية المستدامة التي تُهيئ لحياة كريمة منزوعة الألم، وبما يفسح المجال لرفع معدل الإنتاجية عند المواطن العربي، وتحسين نمط التفكير.
علينا الإعتراف بأن معظم دول العالم العربي تحتاج الى إحداث ثورة تشريعية وإستقلال القضاء ، مع التصميم على وجوب ونزاهة تطبيق القوانين كما هو معمول به في الدول الأخرى التي نعرفها، والتخلص من أية مظاهر للبيروقرطية الزائدة وبالتالي البطالة المقنعة، بالإضافة الى إيلاء موضوع التنمية السياسية الأهمية التي تستحقها.