مضامين الأيام الخمسة الاخيرة من أيلول


بقلم الدكتور مولود رقيبات

يراهن السياسيون في الاردن على الايام الخمسة الاخيرة المتبقية من شهر ايلول الحالي والتي يعتقد انها حبلى بالعديد من الاحداث المصيرية للمشهد السياسي الاردني والتطورات المستقبلية في العلاقات البينية الداخلية بين الحكومة وما يسمى بالمعارضة وفي مقدمتها جماعة الاخوان المسلمين وذراعها السياسي جبهة العمل الاسلامي والقوى والتيارات السياسية الاخرى .

فالايام الباقية من الشهر الحالي والتي لا تتجاوز حتى اليوم الرقم 5 تحمل في ساعاتها بل وفي دقائقها الكثير الكثير من القرارات ولعل اهمها انتهاء المدة الممنوحة للمواطنين للتسجيل للانتخابات مما يعني تحديد مصير مجلس النواب الحالي والحكومة والتي تتناولها الصالونات السياسية باسهاب ،كونها تشكل حديث الساعة على لسان الاردنيين جميعا .

ففي الوقت الذي تدعو فيه جماعة الاخوان المسلمين الى مسيرة منفردين بها تضم خمسين الفا، وبالامس ظهر تصريح للجماعة بامكانية حشد اكثر من 100الف يوم الخامس من تشرين اول القادم بعد فشلها باقناع الحراكات الاخرى بالمشاركة، تطالعنا الاخبار بوجود اتصالات بين الجماعة واطراف من المسؤولين الحكوميين السابقين بهدف التوصل الى اتفاق يقضي بمشاركة الاخوان المسلمين في الانتخابات المقبلة ، والحديث يدور الان على تأمين ضمانات حكومية باجراء الانتخابات بنزاهة وشفافية ومحافظة على صناديق الاقتراع الامر الذي توفره الحكومة بالطبع من خلال اللجنة المستقلة للاشراف على الانتخابات وهو ما يمثل تحولا صريحا وعقلانيا في مواقف جبهة العمل الاسلامي التي كانت وتبقى دائما جزءا من النسيج الاجتماعي والسياسي الاردني واقتناعها بضرورة المشاركة .

وهذا الموقف الجديد للجماعة بالطبع ان تم "ومن المتوقع ان يحصل قريبا الاعلان عن صيغة توافقية تضمن للحركة الاسلامية اجراء تعديلات جوهرية على قانون الانتخاب الحالي من خلال المجلس القادم" ان تم ذلك فان الايام القليلة القادمة وبعد عودة جلالة الملك من نيويورك ستشهد تطورات ساخنة ابرزها حل المجلس الحالي وبالطبع رحيل الحكومة والاهم من كل ذلك الاعلان رسميا عن اجراء الانتخابات البرلمانية التي اكد جلالته قبل مغادرته ارض الوطن بانه لن يسمح لاحد التدخل فيها واخير تحديد موعد معلن لاجرائها.

لا شك ان مثل هذا السيناريو المحتمل لتطور الاحداث يتطلب من صاحب القرار جلالة الملك التريث بعض الوقت وربما تأخير موعد حل المجلس والحكومة الى نهاية الاسبوع الاول من الشهر المقبل على ابعد تقدير واجراء الانتخابات النيابية في النصف الاول من كانون ثاني العام القادم وليس قبل نهاية العام الحالي كما كان معلن سابقا تمشيا مع المتغييرات التي ستطرأ وعلى راسها عدول الحركة الاسلامية عن قرار مقاطعتها للانتخابات والانخراط في المشاركة التي تشكل اضافة نوعية الى النموذج الديمقراطي الاردني، وتعبر عن تنوع التمثيل الشعبي في البرلمان القادم من مختلف الطيف السياسي الاردني بما يعزز قوة المجلس وسلامة قراراته التي تصب بالنهاية في مصلحة الوطن والمواطن.

 وعليه نستطيع القول ان مسيرة الاخوان التي يحشدون اليها وفي ظل الاحداث والتطورات المتسارعة في المواقف السياسية من المتوقع لها ان لاتتم بعد الفشل الذي واجهته في التنسيق مع القوى السياسية الاخرى ،وان اصر الاخوان على تسييرها فهي الاخيرة من حيث الاهداف للجماعة ونتمنى ان تتجه هذه الحشود وبالتعاون مع وزارة الزراعة الى محيط عاصمة الوطن عمان لزراعة الاشجار الخضراء شعارالامن والسلام والتنمية في مشروع اطلقه المغفور له الملك الراحل الحسين بن طلال "من اجل اردن اخضر" وفي ذلك تعبير عن الوفاء للوطن وقيادته الحكيمة وكل جمعة وانتم بخير.