منذ فترة وأنا أفكر في هذا المثل...(فلان يعرف من أين تؤكل الكتف) أنا بصراحة اعرف من أين تؤكل...في اللحم البلدي أطيب ما فيه هو فوق الكتف بمحاذاة الرقبة حيث تكون كميات (الهبر) وافرة وكما يقال فأن أطيبه ما جاور العظم....
لا أنسى أن هناك مدارس في الأكل فلحم (الجدي) يختلف عن الخروف في كون الكتف قليل اللحم كثير العظم ناهيك عن قلة الدهون..بالمقابل فالخروف يختلف عن الجدي في كثرة الدهن ووفرة اللحم.
لدي سؤال آخر متعلق بالمثل وهو هل يوجد أناس لا يعرفون من أين تؤكل الكتف....أظن أنه يوجد فقد لاحظت قيام احدهم ذات يوم بترك الكتف والانتقال إلى (الموزات) كونه غير ضليع او ملم بطريقة أكل الكتف.
ثمة أمر اخر يعرفه الشخص الضالع في المناسف وهو أن هناك إتصالاً بين الكتف والرقبة وبعض (اللحامين) من الممكن أن يجعلوها قطعة واحدة وهنا قد يصبح بعض التداخل في الأمر ومن الممكن أن نقول من أين تؤكل الرقبة؟ أو أن فلان يعرف من أين تؤكل الكتف والرقبة؟
قد يبرز رأي آخر مفاده ان من وضع المثل تافه وسخيف لأن الكتف من الممكن أن يتم فصل العظم عن اللحم فيه ويتحول إلى (كفته) أو (راس عصفور) أو (مجروم)...وهنا يحدث إلتباس هائل وخصوصا في عملية تقطيعه إلى (راس عصفور)...فمن الصعب هنا أن نصف مواطنا ما بأنه عرف من أين تؤكل الكتف إذا تناول (صاجيه) أو لحمة كتف مفرومة مع بيض.
أيضا لا انسى أن الناس اذواق فمن الممكن أن تجد مواطنا يعشق (الفخذة) ولا يحب الكتف...ومن الممكن أن تجد مواطنا يحب (الريش)...هؤلاء الناس كيف سيمكن ان تطبق عليهم هذا المثل؟
أنا مصر ان من وضع المثل تافه وسخيف...لماذا؟ لأن بعض المسؤولين في هذا البلد يعشقون (الستيك) وبالتحديد (بابر ستيك) بمعنى :- ستيك بالفلفل...
وبعض من لهطوا وأثروا هم من أكلة (الشرمز) و(البيف ستراجنوف) وأحيانا (الماشرومز)..إذا كيف يعرف هؤلاء من أين تؤكل الكتف .
منذ أن عملت في الإعلام وأنا أبحث عن كتف لأكله حتى يقال عني عبدالهادي يعرف من أين تؤكل الكتف...ولكني اصحو دوما على العظام...
أريد من الحكومة أن تؤمن لي كتفا؟ كل ما أطلب هو كتف..