ابو شعيرة أب لمئات الطلبة الذي فتح لهم طريق العلم والإيمان والعمل

اخبار البلد - احمد الغلاييني 
لا دور لي في الأحداث ، ولكن سمعتُ وقرأتُ ورأيتُ ، وكنتُ شاهداً على الاحاديث .
يوماً قال لي رب العمل ان هذا الرجل سرقهُ ابناءهُ ، فقلت كيف لي قلب إبناً ان يسرق روح والده ، قلت ربما كان مجحفاً فيهم ، فقالوا مستحيل ان راتب إبنهِ لوحده في الشهر اكثر من عشرة الآلف دينار ! . فتعجبتُ ! ، كيف لقلب ابناً ان يقتل روح والده وان يبتعد عنها .
فكانت هذه الحادثة شوكة في حلق الوالد ، لكنها كانت سلماً يصعد عليهِ ليبني اجيالاً واجيالاً تتوارث معنى كلمة الأخلاق الحميدة ورضى الوالدين . فكان الدكتور محمود ابو شعيرة ، والداً لآلف ومئات الأولاد ، فربى وعلم ودرس واعطى ، ولم يبخل يوماً عليهم ، فكانت جامعة الزرقاء نبراساً للعلم والخلق ، ومدارس الجامعة هدى للأولاد والبنات . اعطى الله ابو شعيرة ولدين جاحدين ناكرين للأبوة فسرقوه وماكان ليسرقوا لولا ان ظللهم أحدهم ، فعوضه الله المئات من الشباب والبنات ، والبنات والأولاد .
جلستُ معهُ أكثر من مرة وكانت الضحكة تملئ وجهه ابتسامة رجل قوي جسور ، ظن ابنائه ونسيبه انه انكسر وانهزم ، لكنهُ خرج منتصراً ، حيث هم كسبوا حفنة من القروش ستدخلهم جهنم وتلقي غضب الله في وجههم في الآخرة وفي الحياة نظرات الناس الذين "يستحقرونهم ولا يأمنون عليهم" ، وهو ربح الآخرة وربى اجيالاً ودعاوي الأمهات والاباء لهم ، ان كان لهم بيت واهن مثل بيت العنكبوت يأويهم من نظرات الناس المخزية ، فأن لهُ قلاعاً وحصوناً وبيوتاً عامرة تضعهَ رمزاً وتاجاً على رأسها .
لم اتفاجأ بقلب الآب الحنون الذي قال : انا لستُ حزيناً عليهم ولكن مايحرق قلبي وصدري ان يأكلهم ذئباً لايعرف الله ، لستُ حزيناً على المال الذي يذهب هباءً منثورا ، ولكن أسفي على أولادي الذين تركوني وحيداً اصارع العمل لوحدي .
ابو شعيرة ايها الآب لمئات الشباب لاتحزن فأن الله واولادك الطلبة حولك ينيرون درب العلم والإيمان والعمل .