أين يقف طاهر المصري؟

لاأعرفسبباًمقنعاًللّغطالحاليحولرئيسمجلسالأعيان،طاهرالمصري،ولالمايتمتداولهفيالأوساطالسياسيةوالإعلاميةمناستهدافله،وغضبمسؤولينفيمراكزالقرارعلىالرجل،فهووفقماأراه-واضحأشدالوضوحفيمواقفهالسياسية!ارتفعتوتيرةالهجومالمبطّنعلىالمصريمؤخراًبتحميلإجازته(خلالإقرارقانونيالانتخابوالمطبوعاتوالنشر)أبعاداًسياسية،منقبلالحكومةالحاليةوالحرسالقديمفي"السيستم"وحوله.

ومعأنّهيؤكّدأنّتلكالإجازاتكانتمعدّةمسبقاً،إلاّأنّهذالايضرهلدىالرأيالعام،بليمنحهاحتراماًومصداقية؛فهوانسجممعنفسهبالاحتفاظبقناعاتهوعدمتغييرهامنجهة،ولميشاغبعلىالحكومةالحاليةأويعارضهاعلناً،برغمأنّماتتخذهمنسياساتفيملفالإصلاحلايتفقمعقناعاتهوتصوراته،بالضرورة.

المصريترأسلجنةالحوارالوطنيواستطاع،بذكاءوحنكة،أنيقودالتياراتالممثّلةفيها-منأقصىاليمينإلىأقصىاليسار-إلىتفاهماتعميقةفيأكثرالقضاياجدليةفيالسجالاتالراهنة؛حولقانونالانتخاب،والهيئةالمستقلة،والتعديلاتالدستورية،والمحكمةالدستورية،وفوقذلكالورقةالمرجعيةللإصلاحالتيكانيمكنلهاأنتكون"نقطةتحول"أوحجرأساسلتحديدمعالمالنهجالسياسيالقادم.إلاّأنّمراكزالقراروالمعارضةعلىالسواء،لمتقدّرحجمالإنجازالذيقدّمه،وتمتجاهلجزءكبيرمنه،ولوأخذبماقدمتهاللجنةكـ"حزمةواحدة"لأحدثفرقاًكبيراًفيالمشهدالسياسياليوم.بالرغممنذلك،لميخرجالمصريعنطوره،ولميعبّرعلانيةعنخيبةأمله،ولاعنالصدودالذيجرىتجاهماقدّمه،بلعادإلىممارسةدورهداخلالنظامبهدوء؛فخلعقبعةرئاسةاللجنةالوطنيةللحوار،ولبسقبعةرئاسةمجلسالأعيان.

لكنهلميستطع،ولايستطيعأنينسلخعنقناعاتهومواقفهالسياسيةالمعروفةللقاصيوالداني،إلاّإذاأردنامنهأنيكونمنافقاًمتقلباً،أومصاباًبانفصامالشخصية!بالضرورة،لايستطيعأبونشأتأنيخفيموقفهمنقانونالانتخاب(الصوتالواحد)،وهورأيقديمومتجذّر،وكانمنالشخصياتالتيوقعتعلىعريضةالمقاطعةفيالعام1997،احتجاجاًعلىالقانون،فهلنتوقعمنهاليومأنيخرجإلىالناسيتغزلبه!الآن،وبعد"الاستدارات"التيحصلت،والمياهالتيجرتتحتالأقدام،وحالة"الانسداد"التينعانيمنها،ومأزقكلّمنالحكموالمعارضة،عدنالنسمعأصواتاًمنداخلدوائرالدولةومنالإخوانتشعربالندمعلىعدمالالتزامبالنظامالانتخابيالذيقدمتهلجنةالحوار،وقوبلحينهابجحودكبيرمنأغلبالفاعلينالرئيسيينفيالساحة.

إقصاءأوتهميشطاهرالمصرييمثلخسارةللدولةوالنظامعموماً؛فوجودمثلهذهالشخصيةذاتالميولالإصلاحيةالهادئةعلىرأسمجلسالأعيان،وبمايملكمنقبولفيأوساطسياسيةمتعددةومتنوعة،هوعاملقوة،ويمكنأنيساهمفيإحداثتوازناتمطلوبةفيعمليةاتخاذالقرار،ويمثّلوجهةالنظرالمقابلةللتيارالمحافظ،ويحولدونإمساكتيارواحدبتلابيبالمعادلةالسياسية،ممايجعلالنخبةذاتالميولالإصلاحيةبأسرهاخارجمؤسساتالقرار،وهذابالضرورةيخلبمرونة"مطبخالقرار"وقدرتهعلىتنويعقراءاتهوخياراتهالسياسيةوالتعاملمعالمنعرجاتالمختلفة.مثلالمصرييمثّلمفتاحاًمهماًلاحتواءالأزماتوالخروجمنالاختناقاتالسياسية،وهوورقةرابحةتماماًفيأكثرمناتجاه،لوكانهنالكقراءةسياسيةحصيفة،بدلاًمنهذهالروحيةالإقصائيةالتينجدهاتجاهالآراءالمختلفة،حتىداخلالدولةنفسها،أوتهميشمنيختلفمعالتيارالمحافظفيعمليةاتخاذالقراراتالمهمةعلىقاعدة"إمامعناأوضدنا!