وسط غياب معلومات واحصاءات رسمية دقيقة وواضحة، يؤكد لاجئون سوريون، من داخل مخيم الزعتري في محافظة المفرق، أن "العديد" من لاجئي المخيم، "تمكنوا من مغادرة المخيم بصورة غير شرعية او عبر الهروب بطرق معينة".
وفيما يتحدث لاجئون عن ارقام متباينة لاعداد الهاربين من المخيم، او المتسربين منه بطرق غير شرعية، وتراوح التقديرات غير الرسمية بينهم بين المئات والآلاف، فان مصدرا مطلعا، أكد لـ"الغد" حدوث "فرار لأعداد من اللاجئين، قد تكون كبيرة، وعلى فترات".
وخلال جولة ميدانية لـ"الغد" في مخيم الزعتري الاسبوع الماضي، لم يتردد العديد من اللاجئين السوريين من الحديث بتوسع عن هروب لاجئين خارج المخيم بطرق غير شرعية، معتبرين ان هؤلاء الفارين من المخيم لمناطق مختلفة من المملكة، "يستطيعون العمل الآن، وتوفير قوت يومهم وإعالة أسرهم"، في حين أن الباقين المتواجدين في المخيم"ممنوعون من الخروج".
ويتحدث اللاجئون عن طرق مختلفة للفرار والخروج من المخيم، لكنها روايات لم يتم التأكد رسميا من دقتها وصحتها، رغم إقرار مصادر مطلعة بحدوث حالات فرار وخروج لاجئين بصورة غير شرعية من المخيم.
لاجئون، ممّن تحدثوا لـ"الغد"، طالبوا السلطات الأردنية، بأن تسمح لهم بمغادرة المخيم، للعمل وتوفير قوت يومهم واعالة اسرهم، "خاصة" وان غيرهم من اللاجئين، "يستطيعون الخروج بأساليب ملتوية وغير شرعية"، بحسب قولهم.
مصدر مطلع أكد لـ"الغد" حدوث عمليات فرار من المخيم.
وتأكيدا على وجود اعداد من اللاجئين السوريين خارج المخيم، وفي رده على سؤال إلى"الغد"، قال ممثل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن اندرو هاربر إن "مكتب المفوضية في عمان يستقبل يوميا العديد من اللاجئين السوريين القادمين من مخيم الزعتري، طلبا لتسجيل اسمائهم رسميا لدينا".
وحول كيفية خروجهم من المخيم، في الوقت الذي منعت الحكومة خروجهم وتكفيلهم، قال هاربر انهم "ربما غادروا بتصريح وربما بدونه".
بدوره، قال الناطق الاعلامي لشؤون مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن انمار الحمود، "لا معلومات لدي عن الأمر"، الا انه استدرك بقوله "هناك لجنة شكلت تضم اعضاء من كل الأجهزة المعنية برئاسة (محافظ) ستباشر عملها خلال ايام في ادارة شؤون المخيم اولا بأول".
يذكر ان المفوضية الدولية لشؤون اللاجئين كانت اشارت لـ "الغد"، في تصريحات لهاربر، قبل ايام، أن "حوالي 32 ألف لاجئ سوري تم نقلهم الى مخيم الزعتري، منذ افتتاحه قبل حوالي الشهرين، الا ان المفوضية لا تعلم العدد المحدد للاجئين المتواجدين داخل المخيم حاليا، نظرا لتمكن بعضهم من الفرار".
كما اشار هاربر حينها الى ان المفوضية "بصدد اجراء تعداد شامل للاجئين من سكان المخيم، لتحديد العدد الفعلي".