أخبار البلد - تشبث الفقر بأذيال المعتقل "زيدون.ز" حرا وسجينا ، ولم يجد سبيلا للإفلات
من قبضته سوى اللجوء الى تنظيف المراحيض في سجن قفقفا شمال المملكة
الاردنية مقابل بضع قروش.
مقربون من السجين "زيدون" وهو الاسم المستعار له، الذي يعمل في بلدية عنجرة
عامل نظافة، يؤكدون ان وجبات الطعام التي تقدم للمساجين والموقوفين غير
مشبعة، وأن العديد منهم يستعين بالمال الذي يرسله ذووهم لابتياع ما يسد
جوعهم ويلبي حاجاتهم باستثناء زيدون، في حين أن ادارات السجون تؤكد أن
الوجبات يتم وضعها وفق المقاييس الدولية المعتمدة لتحديد كمية ونوعية
الطعام للمساجين.
فذوو زيدون وزوجته لم يعودوه منذ تم سجنه الذي مضي عليه ما يزيد على العام،
لعدم توفر المال الكافي الذي يؤهلهم لزيارته، فمنذ غاب عنهم فقدوا المعيل
الوحيد لأسرتهم المؤلفة من ثلاثة اطفال .
"زيدون" ينظف الاواني ويشطف ويغسل ملابس السجناء كي يحصل على بضعة قروش يسد بها جوعه ، ويرسل ما يفيض منها لأسرته.
حاول زيدون الانتحار عدة مرات في السجن، وطلب من اسرته في اكثر من مكالمة
هاتفية ان ينسوه تماما، تعبيرا عن شعوره بالذنب تجاههم لشدة تقصيره في حقهم
، فهو لا يملك ما يغنيهم عن السؤال، فمنزله مستأجر، وراتبه البالغ
180دينار توقف بمجرد ان زج به في السجن .
أما عن الحادثة التي تسببت في سجن زيدون ، فتعود إلى محاولته فتح علبة زيت
عجز عن فتحها زميله ، فتناول سكينا لشقها، غير أن السكين اخطأت طريقها الى
العلبة متوجهة الى "بطن" زميله الذي شهد عقب إسعافه أن "زيدون" تعمد طعنه
في بطنه ليجبره على دفع 20الف دينار كي يتنازل عن القضية، وفق ما قال
مقربون منه لـ"السبيل".
كانت تلك حكاية لاحد القابعين في السجون ، الذي لم ينفك الاسى والفقر
والظلم وضيق ذات اليد يحاصرهم ، قد تحمل في طياتها رسائل عديدة لمن القى
السمع وهو شهيد .