وكأن بنكا من الشائعات قد فتح !
سبق وأن طرحت عبر هذه الزاوية سؤالا , تلقيت فيه لوما وعتبا وتهما , كل بحسب دوافع ردات الفعل , وقد كان السؤال يقول .. من هم الأفراد أو الجهات التي تتكفل بتمويل الحراكات متنوعة العناوين بين المطالبة بالإصلاح أو تلك التي تنطوي على مطالب وهل هناك من يحركها ؟.. وقد كنت أرغب بأن أعرف من منطلق الإفصاح والشفافية ليس أكثر , وكي يعرف كل من هو مهتم , ما إذا كان هناك جسم مؤسسي وراء كل هذا أو أنها قد أصبج لها جسما ومرجعية على فرض أنها بدأت وإستمرت عفوية وغير منظمة لفترة من الوقت .
من الواضح أن الحراكات السياسية أو المطلبية يتم التحضير لها , مسبقا ويتم ترتيب مواقيتها وجغرافيتها ومسيرها والشعارات التي ترفعها وسقف هذه الشعارات , على أنني في هذه المرة , سأطرح سؤالا رديفا للسؤال السابق , وهو من وراء العبارات التي ترفع في هذه الحراكات ومن يزود بياناتها بالمعلومات المحبوكة , والتي تساق وكأنها كشفت جديدا كان مخبأ , وبغض النظر ما إذا كانت هذه المعلومات عن الدولة وشخوصها صحيحة أم شائعات , يخيل الي وكأن بنكا من المعلومات قد فتح لتناول العامة , تتعامل مع ما فيه بإعتبار أنه حقائق مسلمة وتتداول ما فيه بعتبار أن مصدره لا يأتيه الشك من خلفه ولا من تحتها , فمن وراء هذا البنك المعلوماتي ؟ ومن الذي يمتلك هذه المقدرة الكبيرة لإنتاج هذا التضليل وإقناع البعض فيه فيحملون دفقه على أكتافهم , يافطات ويطلقونه من أفواهم عبارات رنانة في الشوارع والمجالس والمكاتب والمدارس والجامعات ؟.
على مدى سنة وأكثر تم إستنزاف الدولة , ولم يعد كل من إعتصم أو تظلم الى بيته خالي الوفاض , لأن تلبية المطالب كانت أسرع من المطالب ذاتها , على مدى سنة ونصف تم إغتيال مصداقية الدولة وشخوصها والأهم صورتها التي ضربت عبر مئات الشعارات والبيانات التي لم تترك شيئا الا ونالت منها .
فما يترتب على الحراكات ذاتها من نفقات تأتي من مصادر غير معروفة .
الحراكات ,والإعتصامات مستمرة , وقد تنوعت على نحو لافت , بدءا بالعمال والمتقاعدين والطلاب الغاضبين على مدير المدرسة والأهالي الغاضبين لتغيير رئيس الجامعة التي في منطقتهم والأهالي الذين تأخرت الشرطة في القبض على قاتل إبنهم , لكن الأسوا تلك التي تنطلق وأهدافها محددة فقط للنيل من الدولة ومن شخوصها ومن رموزها تتنقل شعاراتها بين المدن والمحافظات بشعارات وعبارات محبوكة ومغلفة بمعلومات من البنك إياه .
الحراك أصبح برنامجا مستمرا بمن حضر , له من ينشطه كلما مل ومن يغذيه بالشعارات والمعلومات كلما أفلس , وهو على ما يبدو قد بلغ مستوى المؤسسة التي تتكفل بالنفقات والخدمات اللوجستية وبدل الخدمات وبدل التعطل وبدل التفرغ , وطباعة ونشر مئات المطبوعات والنشرات والإتصال بين الكوادر ومع وسائل الإعلام , ما يتطلب ميزانية كبيرة تتجاوز قدرة الأفراد ..
qadmaniisam@yahoo.com