الاسلاميون ولعب الثلاث ورقات

اخبار البلد - بقلم فيصل البطاينة 
الاسلاميون في بلادنا يلعبون الثلاث ورقات, الورقة الأولى هي الورقة الأمريكية والثانية هي الورقة السورية أما الثالثة فهي الورقة الأردنية.
اتفاقاتهم واجتماعاتهم مع رجال الإدارة الأمريكية باتت معروفة ومكشوفة بعد أن حصدوا ثمار اتفاقاتهم في تونس وفي مصر وفي ليبيا نوعا ما.
أما مراهنتهم على ما يدور على الساحة السورية أصبحت واضحة, فهم لا يشاركوا مع الجيس الحر مشاركة فاعلة وإذا نجحت العملية في سوريا أو لم تنجح هم سيخرجون من المولد بلا حمص.
أما الورقة الثالثة وهي التي تعنينا فهي ورقتهم في الأردن والتي بدأت تتضح جلياً. فقد اختلفوا مع حلفائهم في حهة الإصلاح ولقاءاتهم مع حكومة عون الخصاونة لم يجنوا منها شيء وموضوع الاصلاحات الدستورية فوت عليهم الملك فرصة المزايدة بهذا الموضوع وبدأوا يحاورون ويتحاورون على موضوع الانتخابات. تراهم قد نادون بمقاطعة الانتخابات فلم يستجب الشارع لهم بل تجاوزهم حين اعتبرت المقاطعة للانتخابات جريمة بحق الوطن والمواطن, فالناس يقبلوا التعامل مع المعارضين ولا يقبلوا التعامل مع المقاطعين.
يحادل الإسلاميون في كل مناسبة أن يسعوا لجعل القيادة تتحاور معهم وتحاول جاهدة لاقناعهم بالعدول عن المقاطعة والمشاركة بالانتخابات وقد كان ذلك مقبولاً قبل شهرين ونيف, أما اليوم فإن كل من يحاورهم من المسؤولين الحاليين أو السابقين يحاورهم على مسؤوليته الشخصية وبدون تكليف من القيادة خاصة الحوار الأخير مع الدكتور جواد العناني الذي تبين أنه حاورهم بناء على مشوره شخصية من الأمير حسن ودون علم القيادة. ومع ذلك فقد بائت المحاولة بالفشل لأن الإسلاميين لا يرغبون بالمشاركة بالانتخابات في هذه الظروف الاقتصادية الحرجة. حيث يخشى الإسلاميون أن يفوزوا بالانتخابات وبتحالفوا مع بقية الأحزاب التي ستفوز مثلهم ومع المستقلين ويشكلوا حكومة برلمانية لا تستطيع أن تغير من الواقع الاقتصادي المتردي بل ستزيده سوءَ. وعلى سبيل الفرض الساقط لو جائتنا اليوم مساعدات عربية أو اجنبية بخمسة مليارات سيهرول الاسلاميون للانتخابات قبل غيرهم.
وخلاصة القول الإسلاميون يعلموا كل العلم ان الانتخابات ستجري هذا العام على ضوء قانون الانتخاب الذي دخل حيز التنفيذ ولن يجري عليه اي تعديل لأن الوقت أدرك الجميع وأن أي تعديل للقانون أو للدستور لن يكون الا من خلال مجلس الأمة القادم.
وان مقاطعة الاسلاميين للانتخابات كانت لمصلحة الشعب الأردني بعامة وللأحزاب الوطنية بخاصة والجميع كشف مزايدتهم وأباطيلهم مثلما عرف الأردنيون أن الأحزاب الموجوده على الساحة ستنمو وتتحسن وستفرز القائمة الوطنية 27 نائب وطن معول عليهم الخير مع اخوتهم من الفائزين عن الدوائر الانتخابية أي أن مقاطعة الاسلاميين سوف تفسح المجال لنجاح أكبر عدد من النشامى صدقو الانتماء عميقو الولاء بعونه تعالى.
حمى الله الأردن والاردنيين وان غداً لناظره قريب