تحديد أولويات الأردن

أخبار البلد - كتب فهد الفانك 
في مقال باللغة الإنجليزية للدكتور كامل أبو جابر مدير المعهد الملكي لحوار الأديان ، منشور في صحيفة جوردان تايمز بتاريخ 13 أيلول ، فكرتان رئيسيتان في محاولته لتحديد أولويات الأردن كما يراها معاليه.
الفكرة الأولى تدور حول تطوير هوية جديدة جامعة تنهي الانقسام الحالي في المجتمع الاردني ، وأظن أن في ذهنه التجربة الأميركية ، حيث يأتي المهاجرون من مختلف الشعوب ، فيتخلون تدريجياً عن هوياتهم الوطنية الأصلية ليكتسبوا هوية أميركية جديدة تجمع بينهم طالما أنهم لا يفكرون بالعودة إلى أوطانهم الأصلية .
وهنا نستذكر ما جاء في خطاب الرئيس الأميركي الأسبق كلينتون في البرلمان الاردني من تشبيه الأردن بأميركا كبلد مهاجرين ، ولم يذكر كلينتون أن الهوية الأميركية نشأت على أنقاض سكان أميركا الأصليين الذين تمت إبادتهم لإقامة الهوية الجديدة.
يذكر أن عمر التجربة الأميركية أكثر من 500 عام ومع ذلك لم تستطع الهوية الأميركية الجديدة أن تلغي الهويات الفرعية ، فما زال الأميركيون ينقسمون إلى بيض وسود ، انجلوساكسون وهسبانك ، وما زال اليهود والإيرلنديون والطليان والأرمن والعرب يحتفظون بهوياتهم الفرعية ويعتبرون أميركا ساحة جغرافية أكثر منها قومية واحدة.
الأسوأ من ذلك أن الكاتب يريد من الأردنيين أن يتخلوا عن هويتهم الأردنية ومن الفلسطينيين أن يتخلوا عن هويتهم الفلسطينية ، الأمر الذي نعتقد أنه لا يخدم الأردن ولا يخدم فلسطين ، فما يجمع بين الاردنيين والفلسطينيين هو العروبة وليس هوية مصطنعة.
الفكرة الثانية التي يطرحها الدكتور أبو جابر هي ضرورة العودة إلى التخطيط المركزي ، وهو لا يدعو لنوع جديد من التخطيط بل يضرب مثلاً بالتخطيط الاقتصادي والاجتماعي الذي أخذ به الأردن خلال النصف الثاني من القرن الماضي.
الكاتب يذهب إلى الحج والناس راجعين ، فقد تخلى العالم عن فكرة التخطيط المركزي والخطط الخمسية وسيطرة الدولة على النشاط الاقتصادي علمأً بأن الخطط التي تثير إعجابه ويريد العودة لمثلها هي التي أوصلتنا إلى حافة الإفلاس وقرع أبواب صندوق النقد الدولي ليهب لإنقاذنا مما صنعناه بأيدينا من عجز ومديونية وسوء إدارة الحكومة للمنشآت التجارية والصناعية والسياحية.
الدكتور كامل أبو جابر مفكر أردني وقد اجتهد في تحديد أولويات الاردن ، وكان يقصد الحصول على أجرين لاجتهاده ، ولكني أخشى أن لا يحصل حتى على أجر واحد ، اللهم إلا إذا كنت قد اسأت فهم ما كتبه على غير الوجه الذي قصده.