عض المدارس وازعاج المواطنين

يعاني سكان العاصمة عمان من تلوث سمعي لا حدود له فمنذ ساعات الصباح الأولى تبدأ سيارات الغاز بالدوران في الشوارع والحارات وهي تطلق سماعاتها بمقاطع موسيقية مزعجة جدا حتى عندما تقف لتبيع بعض أسطوانات الغاز لا تطفىء هذه السماعات ولا يهم سائقوها ان كان اليوم يوم عطلة أسبوعية أو رسمية ومن لا يعجبه فليشرب ماء البحر الميت.

بعد ذلك تبدأ سيارات شراء الأثاث المستعمل تجوب شوارعنا وحاراتنا وهي تطلق سماعاتها النشاز وتسير ببطء شديد لعل سائقيها يجدون من يبيعهم بعض الأثاث أو الكهربائيات المستعملة وبعض هذه السيارات يظل حتى بعد أن يرخي الليل سدوله وذلك في غياب أي رقابة عليها.

أما آليات الحفر الكبيرة والصغيرة فهي تبدأ العمل منذ الساعة السابعة صباحا وأحيانا قبل ذلك وبشكل مزعج جدا ولا يهمها أيام العطل الأسبوعية أو الرسمية مع أن هناك قرارا من قبل محافظ العاصمة قبل حوالي سنتين بمنع هذه الآليات من العمل أيام العطل الأسبوعية وبعد الساعة الثالثة عصرا وقد التزم أصحاب هذه الآليات بهذا القرار لفترة محدودة ثم عادوا واخترقوه في غياب أي رقابة عليهم.

ونأتي الآن الى المدارس وللفترة الصباحبة بالتحديد فأحد المعلمين يقوم باعطاء الأوامر للطلاب بالاصطفاف عن طريق سماعة عملاقة تزعج ليس المجاورين للمدرسة فحسب بل المنطقة بأسرها التي توجد فيها المدرسة وبعد الاصطفاف يبدأ الصراخ في السماعة من قبل نفس المعلم على بعض الطلاب غير الملتزمين بالنظام ويسمي بعضهم بالاسم وبعد ذلك تبدأ الكلمات الصباحية ثم يختتم هذا المهرجان الصباحي المزعج بنشيد أو أغنية تستمر لمدة خمس أو عشر دقائق.

لقد سمعنا عدة شكاوى من بعض المواطنين على برامج البث المباشر من ازعاج هذه المدارس وقال أحد المواطنين انه لجأ الى شرطة النجدة لأن أطفاله الصغار يصحون من نومهم مذعورين لكن مع الأسف ما زالت هذه المدارس تواصل ازعاجها بدون أن تتدخل أي جهة رسمية لردعها عن ذلك.

هذا الازعاج الذي يعاني منه المواطنون يجب أن يتوقف لأن التلوث السمعي له تأثير سلبي كبير على الناس وتحاربه معظم الدول المتقدمة ولا تسمح به أبدا لأنه يعتبر تلويثا للبيئة والأهم من ذلك يعتبر مصدر ازعاج للمواطنين فقد يكون بعض الأطفال نائمين وقد يكون هناك رجال أو نساء كبار في السن أو مرضى ولا يتحملون هذا الازعاج وقد يكون هناك أيضا طلاب يدرسون وهذا الازعاج يؤثر عليهم كثيرا.

وزارة الداخلية ووزارة البيئة ووزارة التربية والتعليم هي الوزارات المسؤولة عن هذا الازعاج بجميع أنواعه وهي مطالبة باتخاذ جميع الاجراءات التي تكفل حماية المواطنين من هذا التلوث السمعي وهي عندما تقوم بذلك لا تفعل شيئا خارجا عن صلب عملها فوقف هذه الازعاجات هو من صميم عمل هذه الوزارات.