الطراونة يحاول عرقلة إتفاق محتمل مع الإسلاميين وفيصل الفايز حقق تقدما معهم

أخبار البلد
يوحي تداول معلومات عن مطالبات تقدم بها الأخوان المسلمون في الأردن تختص بتوفير حصة لرموز الجماعة في قائمة محددة من الوظائف العليا والمهمة في جهاز الدولة ببروز برنامج (المشاركة).
هذا البرنامج يتبناه الرجل الثاني في الننظيم الأخواني الشيخ زكي بن إرشيد منذ عام 2005 .
الإسلاميون دخلوا على هامش إتصالات مع (موفدين) من القصر الملكي يحاولون إقناعهم بالمشاركة في الإنتخابات المقبلة ببعض التفاصيل مقابل التنازل المؤقت عن مطلبهم العلني بتأجيل التعديلات الدستورية كشرط مسبق للمشاركة في الإنتخابات المقبلة.
بين هذه المطالب حصة وافرة من المقاعد في مجلس الأعيان الجناح الثاني للسلطة التشريعية وحصة محددة من وظائف الحكام الإداريين والسفراء والأمناء العامين وهي وظائف أساسية في مفاصل الحكم والإدارة.
الأهم أن تسريب معلومات حول هذا الأمر يعني ضمنيا بأن الأخوان المسلمون يظهرون (مرونة) من طراز خاص في إطار (عرض جديد) يبدو أنه يتبلور لضمان خروج البلاد من مأزقها السياسي الحالي ومشاركة التيار الإسلامي في الإنتخابات.
ويبدو أن إستقبال الإسلاميين لنخبة من الوسطاء مؤخرا لم ينتج تقدما منتجا في الوقت الذي يبدو فيه العرض الأكثر جدية هو ما تقدم به رئيس الوزراء الأسبق فيصل الفايز المقرب جدا من دوائر القصر الملكي والذي يقود إتصالات شبه سرية مع قادة الأخوان المسلمين على أمل النجاح في طي صفحة الخلاف الحالي.
وفقا لمصدر مقرب من الفايز إتصالات الرجل مع ثلاث شخصيات أساسية في الحركة الإسلامية هي زكي بني إرشيد وحمزة منصور وسالم الفلاحات لا زالت نشطة ويبدو أنه يتلقى إشارات (إيجابية) من قادة الحركة الثلاثة وسط تنامي الشعور بأن الحاجة الملحة لمواجهة خيارات وصفها بعض كبار الساسة وبينهم علي أبو الراغب بانها أقرب للإنتحار السياسي.
إلى حد ما تكمن أهمية ما يعرضه أو يمكن أن يعرضه الفايز بأنه شخصيا يستطيع تنفيذه والإلتزام به من خلال عودته المرشحة والقوية لمنصب مهم في قيادة الدولة قد يكون في إدارة الحكومة أو في الصف المتقدم في مؤسسة القصر, الأمر الذي يضفي مصداقية على تحركاته وإتصالاته بعد أن حاول إعاقتها ولا زال رئيس الوزراء الحالي فايز الطراونة عدة مرات وبعدة إشكال.
الطراونة والفايز سبق لهما أن تلاسنا وتبادلا ملاحظات قاسية حول أداء الحكومة في جلستين مغلقتين على الأقل مما دفع الأول للتصريح بان الفايز ليس مفوضا ولا مخولا بالتحدث مع الإسلاميين وإنجاز أي إتفاق معهم في الوقت الذي أكد فيه مسئول بارز لـ(القدس العربي) بأن الفايز الشخصية الأبرز التي تحظى بضوء أخضر لإنجاز إتفاق مع الإسلاميين.
مقترحات الفايز للإسلاميين تتضمن (تقدما ملموسا) في أفكار عملية يمكن إنجازها وقد تكون السبب في تأخير أو تأجيل حل البرلمان.
ووفقا لمعلومات القدس العربي قد تتوفر آليات مشجعة لتداول العرض الجديد مع الأخوان المسلمين وقوامه تمكينهم من العودة لقواعدهم الشبابية المتشددة بمنجز مهم يتمثل في الموافقة المبدئية على إسقاط فكرة (قدسية) قانون الصوت الواحد الإنتخابي.
هذا الإسقاط عبر فتح مساحة لإمكانية تدعيم الصوت الواحد بصوت إضافي مع بقاء القائمة الوطنية وزيادة عدد المقاعد 12 مقعدا جديدا وهو إقتراح لو وافق عليه الإسلاميون لنجح في تمثيل تطور لافت يسمح لمطبخ التنظيم في إقناع القواعد التي تعارض بالإجماع المشاركة بالإنتخابات على قاعدة الصوت الواحد.