اخبار البلد
لجأت السفارة الكويتية في عمان الى تقديم اعتذار مبطن وغير مباشر لفريق الوحدات الأردني لكرة القدم تجنبا لحصول اي امتداد جماهيري في الشارع الأردني بعد حادثة مطار الكويت التي شهدت احتكاكا نادرا وملاسنات حادة بين طاقم الأمن الكويتي وبعثة فريق الوحدات الأردني لكرة القدم.
الاحتكاك إنتهى بأزمة رياضية والى حد ما دبلوماسية خلف الكواليس بين البلدين.
ونشط تحديدا السفير الكويتي في عمان حمد الدعيج في ممارسة احتواء دبلوماسي ناعم ومؤثر الى حد كبير للأزمة التي حصلت مع فريق الوحدات صاحب الشعبية الكبيرة في الاردن، حيث كان السفير شخصيا وأركان سفارته على رأس مستقبلي حارس مرمى فريق الوحدات والمنتخب الوطني الأردني الملقب بـ'حوت آسيا' عامر شفيع.
وكان شفيع تعرض لاعتداء لفظي وجسدي من جانب طاقم الشرطة الكويتية في مطار الكويت اثناء مغادرة فريق الوحدات للكويت بعد لقاء مع نادي الكويت العاصمة ضمن تصفيات دوري الثمانية في كأس الاتحاد الآسيوي.
الاعتداء تخلله تمزيق قميص عامر شفيع ودفعه وإطلاق عبارات بذيئة بحق الأردن ثم احتجازه لاحقا لعدة ساعات ومنعه من مغادرة الكويت، الأمر الذي أثار استياء بالغا في أوساط الشارع الرياضي الاردني حاول استدراكه بدبلوماسية السفير الكويتي الذي أشرف مع مكتب الامير علي بن الحسين على سلسلة اتصالات أدارت الأزمة قبل تطورها.
وفي إطار سعيه لتقديم ما يمكن وصفه بشبه اعتذار حرص السفير الكويتي على استقبال شفيع الذي تم تأخيره قسرا لليلة كاملة مع اثنين من ادارة فريق الوحدات شخصيا في صالة الضيوف الدبلوماسية مساء الخميس في مطار عمان الدولي.
وحتى تكتمل دائرة الاعتذار الضمني غير المباشر أبلغ نائب رئيس الوحدات عضو البرلمان السابق طارق خوري 'القدس العربي' بان السفير الكويتي قدم دعوة لاقامة عشاء في منزله في العاصمة عمان مساء الاحد المقبل على شرف حارس المرمى الذي تعرض لإهانة من الأمن الكويتي.
الدعوة وجهت لجميع أعضاء فريق الوحدات وللعشرات من المعنيين بالأسرة الرياضية والاعلامية في محاولة لاحتواء غضب متوقع من الجماهير العريضة للنادي الاردني الاكثر شهرة وجماهيرية في المملكة الأردنية.
ويعتبر خوري باسم إدارة نادي الوحدات بأن هذه المبادرات من سفارة الكويت طيبة لكنها دليل على أن عامر شفيع لم يخطىء خلال ما حصل في مطار الكويت وعلى ان الاخوة الاشقاء في طاقم الامن الكويتي هم المخطئون.
قبل ذلك كان خوري مرافقا لفريق كرة القدم في رحلته للكويت وشاهدا على الاهانة البروتوكولية التي تعرض لها الفريق الاردني فيما خاض خوري في حوار ساخن مع مسؤول أمني كويتي برتبة عميد إحتجز الحارس شفيع ورفض السماح له بمغادرة المطار بحجة إهانته لزميل له حصلت ملاسنة بينهما.
وخلال الحديث بين خوري والعميد الكويتي طلب الثاني من فريق الوحدات الشكوى للسفارة الكويتية في عمان فرد عليه خوري بالاشارة الى إصراره على ان عدم حل مشكلة شفيع قد ينتهي بمظاهرة أمام السفارة الكويتية في عمان قوامها الجماهيري في عمان لا يقل عن 20 الفا من المواطنين الغاضبين.
قبل ذلك كان الحارس شفيع قد احتج على أوامر اصدرها ضابط امن كويتي وتنطوي على مماطلة في اجراءات مغادرة المطار فرد عليه الضابط الكويتي بشتم الاردن والاردنيين في إهانة إحتج عليها شفيع داعيا الشرطي الكويتي الى الشعور بالخجل والاعتذار
عندها تطور الامر وهاجم ضباط أمن كويتيون حارس المرمى الاردني ومزقوا قميصه وشتموه قبل احتجازه.
وبعدما ثارت القصة على المستوى الاعلامي تدخلت عدة اطراف في البلدين لاحتواء المسألة قبل ان يعود الحارس شفيع ومرافقوه الى عمان في اليوم التالي وتستقبلهم أول خطوة دبلوماسية تنطوي على شبه اعتذار.
القدس العربي