عناصر المدونة الناجحة في عالم الإنترنت الواسع


يعتقد أغلب المدونون العرب أنه كلما كان عدد التعليقات على المدونة أكثر كلما كانت المدونة أنجح! وهذا بالطبع خطأ! هناك الكثير من الناس الذين يتصفحون مواقع معينة كل يوم تقريباً ويستفيدون منها ويرجعون إليها ولا يكتبون فيها أي تعليق. دعني أسئلك: كم مدونة أو موقع تزور أنت في اليوم وكم تعليق تكتب؟ عدد التعليقات لا يعني شيئ. إن ما يهم ه
و عدد الزوَار والقرَاء والمدة أو الوقت الذي يستغرقونه أثناء زيارتهم للموقع. لذا يصبح السؤال هو كيف تجذب أكبر عدد من الناس إلى موقعك أو مدونتك وكيف تضمن عودتهم للموقع؟ سأحاول في هذه التدوينة إلقاء الضوء سريعاً على أهم عناصر المدونة الناجحة

يقول المثل الإنجليزي: "المحتوى هو الملك”. إذا لم تعالج في مدونتك أو موقعك موضوع أو مواضيع ذات إهتمام للزوَار فإنك بالتأكيد لن تستطيع أن تجذب ذاك العدد منهم. فإذا كتبت في مدونتك عن حياتك فقط وماذا عملت اليوم وماذا أكلت ومتى نمت ومتى صحوت وعن خواطرك وما يدور في بالك وأحلامك وما إلى ذلك، فإنك بالتأكيد لن تجذب لمدونتك إلا من يعرفك شخصياً (أصدقائك) أو من يتفق مع خواطرك. وكم سيكون عدد هؤلاء يا تُرى؟ عشرون أم خمسون؟

لا بد إذن أن تقدم شيئاً من خلال الموقع يستفيد منه الناس. الهدف الأعلى من تصفح النت ليس التواصل فقط وإنما إيجاد المعلومات المفيدة أيضاَ. ولذلك، لا بد أن تقدم ما هو جديد ومفيد للقارئ. وبالطبع من الأفضل أن تكتب ليس فقط عن أمور لك علم ومعرفة وخبرة فيها (حتى تضمن تقديم المعلومات الموثوقة – وهذا واجب عليك) وإنما عن أمور وأشياء تحبها وتفضلها – حتى تضمن الإستمرارية في التدوين. فالإستمرارية هي عنصر مهم جداً لأي مدونة ناجحة.
٢- الإستمرارية في التدوين

في عالم الإنترنت الواسع حيث الملايين والملايين من المدونات والمواقع لا يكفي أن تكتب مرة كل شهر أو كل أسبوعين! ذا كنت جاد في صناعة مدونة ناجحة لا بد أن تكتب يومياً أو كل يوميين على أقصى حد، خصوصاً إذا كنت الكاتب الوحيد في المدونة. وبالطبع هذا ليس بالأمر السهل. إلا أن القارئ حالما يعلم أنك غير جاد في التدوين فإنه لا محال سينتقل لموقع آخر أكثر جدية وحداثة. لا بد أن تجذب القارئ لك عبر تقديم معلومات مفيدة وجديدة، و ضمان عودته للموقع بشكل منتظم. وبالطبع هناك عدد طرق وتقنيات للقيام بذلك (سأكتب عنها لاجقاً بالتفصيل) مثل خدمة النشرة البريدية وخدمة الخلاصات و ما إلى ذلك.
٣- قابلية الإستخدام و حسن التصميم

لا بد أن تراعي في تصميم الموقع قواعد وقوانين ما يعرف ب "قابلية الإستخدام” أو usability باللغة الإنجليزية. إن جزء كبير من نجاح أي موقع على الإنترنت يكمن في مدى سهولة إستخدامه. ولذلك عليك أن تتأكد من أن تجعل الموقع واضح التصميم ومفهوماً للزائر (حتى يصل إلى المعلومة أو الشيئ الذي يريده بأسرع وقت ممكن) وخالي من الأخطاء التصميمية والإملائية ويراعي حسن المنظر. كل هذه العوامل و أكثر تساهم في بناء الإنطباع النهائي للزائر أو المستخدم عن الموقع… وعادة ما يتحدد هذا الإنطباع في ثواني ودقائق معدودة ولذا فإذا فشلت في ذلك فتأكد أنه لن يعود لزيارة الموقع مرة أخرى!

أخيراً عليك أن تبذل جهداً في أن تصنع لنفسك إسماً في المجتمع التدويني، وكن واثقاً أن التقليد وكثرة الحركة (Flash) وتوسيط الكتابة (الخط) لن يوصلك إلا إلى النقطة التي بدأت منها – نقطة الصفر!