موضة سعودية.. البنات يستأجرن الشقق لأوقات السمر
قد لا يبدو الأمر غريباً أو مستغرباً إن استأجر عدد من الشبان شقَّة في عمارة سكنيَّة يقضون فيها وقتهم ويتسامرون، ويجتمعون فيها لمشاهدة المباريات بدلاً من الالتقاء في المقاهي التي يصرفون فيها الكثير من الأموال، وقد لا تكون بمثل خصوصيَّة الشقة، لكن أن تتفق مجموعة من الفتيات لاستئجار شقة بعيداً عن عائلاتهن، يقضين فيها أوقاتهن فهو الأمر الذي قد لا يتقبله المجتمع في يوم من الأيام، خاصة أن مجتمعاتنا العربيَّة لم تتربَّ على ذلك، ومن ثمَّ سوف تستنكر مثل هذا التصرف، وتنعته بكثير من الحديَّة بالخروج عن الأخلاق والقيم والأعراف، وخاصة أنَّ كثيراً من الأسر قد لا تسمح لبناتها حتى بالاجتماع في الأماكن العامَّة ناهيك في شقة خاصة وبعيداً عنها.
«سيدتي» التقت مجموعة من هؤلاء الفتيات؛ لتتعرف إلى دوافعهن التي أجبرتهن لاستئجار شقة يجتمعن فيها بعيداً عن أسرهن، وما مشاكلهن، ومدى الحريَّة المسموح بها في الشقة والقوانين التي تحكمها، وهل يلعبن دور الرقيب على بعضهن بعضاً؟
حنان (29 عاماً) تعمل في إحدى المؤسسات الخاصة، اضطرتها ظروفها العائليَّة إلى تحويل منزلها لاستراحة لصديقاتها، وتقول: بعد أن توفي والداي لم يقدر لي الزواج، وإخوتي جميعهم متزوجون ولديهم حياتهم العائليَّة، فأصابتهم الحيرة، من يُسكنني معه في بيته مع زوجته أو مع زوجها. فاقترحت شقيقتي الكبرى أن تقوم باستئجار شقتين في البناية ذاتها؛ لكي أكون قريبة منها؛ ما جعل صديقاتي يترددن عليَّ بشكل مستمر، كوني أعيش بمفردي، ويشعرن بالارتياح والحصول على حريتهن وفعل ما بدا لهن، فاقترحت إحدى صديقاتي الثلاث أن يشاركنني إيجار البيت على أن يقسَّم بيننا بالتساوي، فلم أتحمس كثيراً للفكرة، لكنني شعرت بالإحراج عندما ألححن عليَّ في الطلب، فوافقت بعدما وجدت الفكرة مجزية، وسوف تخفف عليَّ مصاريف إيجار البيت واحتياجات المنزل، وفي الوقت نفسه سأشعر بالأنس معهن بدلاً من الوحدة، لكنني وضعت لهن شروطاً وقوانين؛ لكي لا يحدث خلاف بعد ذلك، أهمها تنظيم البيت بيننا وتقسيم أوقات إعداد الطعام، وما زال الوضع قائماً بالتفاهم إلى الآن.