من هنا جاءت الأخطاء

في طفولتي ؛ صديق جميل ..أعترف حينها بأنه كان يمدني بكثير من المعلومات و أشتعل معه بالنقاش و الاستفادة ..ولأنه كان يقضي معي وقتاً طويلاً فقد أعتمدتُ عليه في معلوماتي التاريخيّة بالذات ..! لا تعلمون مدى سعادتي وأنا أجهّز له سؤالاً ..ليفاجئني بالجواب المفصّل لحظتها أو أنه يطلب مني تأجيل الجواب للغد حتى يعطيني الجواب ( إللي هوّا ) ..!

قلتُ لكم : كنتُ طفلاً حينها ..! ولم تكن معلومات ذلك الصديق مستخدمة عندي لا في نقاش مع آخرين ولا في كتابة ..هي مجرّد خزين أحتفظ به و يملأ ذاكرتي التاريخيّة ..لم أكن أطالع أي كتاب تاريخ فقد اعتمدتُ على ثقافتي السمعيّة منه ..وكنتُ أنصرف إلى كتبٍ أخرى أغلبها في الأدب و اللغة والدين ..!

وحكمت الظروف بأن انقطعنا عن بعضنا ..ووقع بين يدي مقال طويل في جريدة وكنتُ أحرس مزرعة أبي حينها في العطلة الصيفيّة ..ومن الملل أتيتُ على المقال التاريخي ..فصعقتُ لوجود أكثر من عشرة أخطاء كبيرة في المعلومات ..ودارت بي الدنيا ..أكيد هذا حكي جرايد ..أكيد الأخطاء من صاحب المقال ..!

بحثتُ بعدها عن صديقي إلى أن وجدته ..صارحته بمقال الجريدة و ما فيه من معلومات ..كنتُ أريده أن يقول لي : لا تصدّق ما قرأت..! لكنه قال لي بمنتهى البلادة : انسَ و نطّ إلى موضوع آخر وكأن شيئاً لم يحدث ..و أدركتُ بعدها أن جميع معلوماته التاريخيّة هي من الختياريّة و سمّيعة الإذاعات الأميين ..وأنه لم يقرأ كتاباً في التاريخ ..و رغم أنني قمتُ بمراجعة شاملة لكل معلوماته التي أعطاني إياها إلا إنني للآن أخطئ في بعض معلوماتي لتأثير تلك المرحلة عليّ ..!

ما قصدته ..كل أخطائنا التي ترونها ..هي ما زودتمونا به من معلومات و طريقة تفكير و نحن بحاجة إلى عمر جديد لكي نبدأ من دون طريقتكم في التزويد ..! نحن نخطئ ولكنّ زادنا منكم ..!