استدعاء الإسلامويين للأجنبي أغرى الأمريكان بالفيلم المسيء
محمد شريف الجيوسي هل كان إنتاج وإطلاق الفيلم الأمريكي المسيء للنبي العربي محمد بن عبد الله مفاجئاً وخارج السياق، أم هو نتاج طبيعي لواقع الأمة حيث يقف إسلامويون نيتويون وليبراليون أمريكان ضد امتهم يستعدون الأجنبي عليها ويستدعونه للتدخل في شؤونها وشن عدوانات عليها والمشاركة في حصاراتها والتفريط بحقوقها. وهل كان إنتاج وإطلاق الفيلم الأمريكي خارج سياق إفتاء علماء الفتنة الكذبة من عيال النيتو بالقتل على الهوية والمذهب والطائفة،هؤلاء الذين تخلوا عن المقدسات والجهاد في سبيل تحريرها وصمتوا على تزوير القرآن الكريم، الأمر الذي أغرى أعداء الأمة بالضرب في أساسات عقيدتها الإسلامية وحضارتها العربية ومستقبلها. كما أن الفيلم تزامن مع اعتداءات عصابات إرهابية وهابية مسلحة خلايجية وغيرها مرتبطة بالنيتو على مقدسات عربية مسيحية لإطلاق فتن جديدة في المنطقة وفي سورية بأمل أن يبرر ذلك تدخلاً أجنبياً. إن ما سبق يؤكد استحالة صحوة القوى الظلامية وعودتها عن الارتباط بالنيتو،وإدراك الأولويات والمنافحة عن مقدسات وإيمانات ووحدة وحرية وثقافة وسلامة تراب الأمة العربية. وحيث أن تسفيه مقدسات وإيمانات الأمم،يعتبر نوعا من العنصرية العدوانية التمييزية على الصعد كافة،يراد بها فضلاً عن كونها ثقافة مريضة غير حضارية ومعادية للسلم الدولي والتطور الإنساني،تقديم ذرائع غير مشروعة لاستغلال واستعمار واحتلال واغتصاب وانتهاك حرمات الآخر وإخضاعه ونهب ثرواته ومقدراته والغائه ـ ما يؤكد ضرورة إقامة جبهة عالمية عريضة من عرب ومسلمين ومن متنوري ومفكري العالم الذين يرفضون مبدأ الإساءة للآخر أيا كان معتقده الديني أو الدنيوي الفكري أو السياسي طالما هو لا يتجاوز على حرية ومعتقد الآخر ولا يسيء إليه. وحتى قيام تلك الجبهة العالمية التي تؤسس لرؤية حضارية إنسانية اعتقادية(غير تلك المحاولات المشبوهة غير النزيهة التي يراد منها التطبيع مع القهر والظلم والسياسات الإمبريالية العدوانية واحتلال الآخر وتسييد الصهيونية في المنطقة العربية ) لا بد من خطوات وإجراءات عملية تمهد السبيل لقيام تلك الجبهة وأولى تلك الخطوات مقاطعة كل منتج ومجال إمبريالي أو أوروبي استعماري أو صهيوني سواء كان منتجاً صناعياً أو زراعياً أو علاجياً أو ثقافيا أو إعلامياً أو أكاديمياً أو سياحيا أو سوى ذلك.. الأمر الذي يستوجب ويؤدي في آن (سبب ونتيجة ) إلى تكريس ثقافة المقاطعة وتسييد إرادة المواطنة والانتماء وخلق شرائح اقتصادية بديلة لـشرائح "الكومبرادور " العربي والإسلامي؛ المرتبطة غالباً بالإمبريالية والغرب والصهيونية، والتي تفتقر إلى الحدود الدنيا من الإنتماء والتزامات المواطنة الشريفة . كل ذلك يستوجب عملاً متصلاً ليس موسمياً ولا ردة فعل على قضية ابتزاز أو استفزاز هنا او هناك، وإنما النظر إليها باعتبارها تأتي في سياق كلي من عداء الغرب المتصل للأمة منذ آلاف السنين،والذي يتجلى في زماننا ومنذ أواخر القرن التاسع عشر بالاستعمار الأوروبي الذي استولد المشروع الصهيوني على الأرض العربية لغايتي إشغال الأمة العربية عن التقدم الطبيعي واستنزافها به، وللخلاص من اليهود الذين طالما كانوا على اختلاف وتناقض كلي مع أوروبا شعوباً وحضارة ومصالحاً ودولاً . من هنا فالمراهنة على تحول غربي إمبريالي أمريكي أوروبي؛استراتيجي؛ والتوقف عن تسفيه العروبة والإسلام ليس أمراً ممكناً بحال،بل التصعيد فيه واستخدام التكنولوجيا والفن والأدب لمزيد من التسفيه،ومثله استحالة التحول عن دعم الكيان الصهيوني، وهما وجها قضية غربية واحدة يخدم أحدهما الاخر. بكلمات ، إن القضية الفلسطينية هي لب الصراع في المنطقة وجوهره،هي السبب والنتيجة هي الحل والمعضلة،هي البوصلة والمسار والخلاص.ومن لا يدرك ذلك ولا يعمل بمقتضاه، لن يصل إلى نتيجة مشرفة يوماً .