مسيرة الخمسين ألف : الأخوان يستنهضون الأطياف العشائرية والهدف صدام الشارع مع النظام
مسيرة الخمسين ألف
هلال العجارمه
بالأمس يعلن احد قياديي (الواجهة) بحركة الأخوان المسلمين عن نية الحركة التحضير لمسيرة ألفية تتجاوز الخمسين ألف وتباهى بذلك وكأن المطالبة بالإصلاح صارت تقاس بعدد الحضور وبالتسابق للخطب والشعارات الاستفزازية والحكم مسبقا على كل مشروع إصلاحي بالفشل قبل أن تقر قوانينه.
المصالح الشخصية للإخوان وغيرهم من الأحزاب السياسية المعارضة ارتبطت ارتباطا مباشرا بإثبات الوجود والوصول للسلطة بأي شكل أو ثمن وعلى مبدأ أن الغاية تبرر الوسيلة حتى بدأت بعض الأحزاب تدرك هذه الغاية وهذا ماظهر عقب انقسامات غير معلنة بصفوف الجبهة الوطنية للإصلاح والتي تقودها جماعة الأخوان عندما أحس قياديي هذه الأحزاب الهيمنة الواضحة من قبل الجماعة على هذه الحركة فاختلفت الحسابات وبدأت الانشقاقات بين صفوفها.
المتتبع للمشهد السياسي بالأردن يرى أن حراك الأخوان بدأ مع بداية الخريف العربي وكان يتصف بالمد والجزر وهذا يحدده طبيعة الحكومة التي يتم تكليفها فعندما احتضنتهم حكومة الخصاونة (وعبت) أيديهم بالخواتم أداروا ظهرهم للحراكات وللشارع وما عاد يهمهم فساد أو محاربة فساد أو إصلاح وباتوا يحلمون أنهم على بعد خطوات من الوصول للسلطة وهذا ماعملت عليه حكومة الخصاونة فكانت الضربة المفاجئة باستقالة تلك الحكومة التي أقالت معها تلك الوعود أيضا فعادوا إلى الشارع من جديد كوسيلة ضغط على الحكومة القادمة التي حاولت جاهدة لاحتوائهم ونجحت في بداية الأمر فتركوا الشارع من جديد وبدأت المراهنة على تعديل القانون وتفصيله على مقاسهم لأنهم يدركون تماما أن هذا القانون سيلفظ بهم خارج اللعبة السياسية في ظل انحسار شعبيتهم بالشارع فالحراكات باتت تدرك الغاية من تلك اللعبة فكانت الصدمة الثانية بإصرار الحكومة على قانون الصوت الواحد مع القائمة الوطنية التي لن يكون لهم نصيب فيها أو على الأقل لن تمكن من يصل منهم أن يكون قوة ضاغطة داخل مجلس النواب فعادوا إلى الشارع من جديد.
بعد ذلك بدأت المراهنة على التسجيل للانتخابات فكانت الصدمة الثالثة بالنسبة لهم وانكشف الغطاء عن حجمهم الحقيقي بالشارع فصاروا يشككون في نسب التسجيل بإعلانهم عن وجود تزوير في البطاقات ولم تلقى هذه القنبلة رواجا في الشارع وذلك بعد أن تحدت الهيئة المستقلة للانتخابات عن وجود إي بطاقة مزورة في سجلات الناخبين، وألان يطلقون شعارات جديدة يتبجح بها قياديي الواجهة منهم مثل إصلاح النظام وتغيير بنية النظام دون تقديم برنامج إصلاحي واحد يقتنع به الشارع سوى شعارات وخطب عصماء تدغدغ المشاعر ولكنها لا ترقى لمشروع إصلاحي متكامل يتوافق مع صعوبة المرحلة .
اليوم وفي محاولة جديدة وأخيرة بائسة يستنهض الأخوان الأطياف العشائرية للحشد لمسيرة ألفية القصد منها محاولة إثبات الوجود من جديد في الشارع ولخلق حالة من الفوضى المبطنة لعلها تقود إلى صداما بين النظام والشارع متناسين انه حتى في حال حشد مئة ألف فلن يكون هذا العدد ممثلا للعدد الحقيقي للأردنيين.
المطلوب من الحراكات العشائرية وقياداتها أن تعيد حساباتها من جديد وتعود إلى مرجعياتها الشعبية ببرامج إصلاحية واضحة ومقنعة وان تستمد قوتها وشرعيتها من تلك المرجعيات بعد أن فشلت تلك الحراكات من إثبات وجودها في الشارع بعيدا عن الأخوان وذلك بسبب ضعف الطرح وعلو سقف المطالبات والشعارات التي أغضبت مرجعياتهم وباتت تنظر إليهم على أنهم خارجين عليها لاسيما وان برامجهم الإصلاحية صارت لا تتعدى الخروج للشارع وإطلاق هتافات تمس النظام ظنا منهم أن هذا سيقود للإصلاح ويقربهم من الشارع, اذاً نحن الآن أمام فريقين فريق الأخوان الذي يغازل النظام احيانا وينقلب عليه احيانا اخرى وحسب ماتقتضيه المصلحة الخاصة وفريق الحراكات الاخرى التي تلتف حول الاسلاميين وتشاركهم مدهم وجزرهم.
أغلبية الأردنيين أو ما يسمى بالأغلبية الصامتة ترفض نهج الفريقين وتؤمن انه لابديل عن الإصلاح ولكن ليس على طريقتهم بل بإصلاح حقيقي لاتشوبه أية مصالح شخصية وتؤمن أيضا أن اي مطالبة بالإصلاح يجب أن تركز على الجانب الاقتصادي كأولوية تمس لقمة عيشهم فما عاد يهمهم من يصل إلى السلطة بقدر مايهمهم المحافظة على الأمن والاستقرار وتوفير العيش الكريم في ظل الثورات العربية التي أكلت الأخضر واليابس وأنتجت أنظمة عاجزة عن النهوض بالدول اقتصاديا حتى باتت تلك الشعوب تترحم على الأنظمة السابقة بعد أن فشلت الأنظمة الجديدة بتحقيق ماتصبو اليه الشعوب من حرية وعدالة وتوفير عيش كريم.
هلال العجارمه
helalajarmeh@yahoo.com
هلال العجارمه
بالأمس يعلن احد قياديي (الواجهة) بحركة الأخوان المسلمين عن نية الحركة التحضير لمسيرة ألفية تتجاوز الخمسين ألف وتباهى بذلك وكأن المطالبة بالإصلاح صارت تقاس بعدد الحضور وبالتسابق للخطب والشعارات الاستفزازية والحكم مسبقا على كل مشروع إصلاحي بالفشل قبل أن تقر قوانينه.
المصالح الشخصية للإخوان وغيرهم من الأحزاب السياسية المعارضة ارتبطت ارتباطا مباشرا بإثبات الوجود والوصول للسلطة بأي شكل أو ثمن وعلى مبدأ أن الغاية تبرر الوسيلة حتى بدأت بعض الأحزاب تدرك هذه الغاية وهذا ماظهر عقب انقسامات غير معلنة بصفوف الجبهة الوطنية للإصلاح والتي تقودها جماعة الأخوان عندما أحس قياديي هذه الأحزاب الهيمنة الواضحة من قبل الجماعة على هذه الحركة فاختلفت الحسابات وبدأت الانشقاقات بين صفوفها.
المتتبع للمشهد السياسي بالأردن يرى أن حراك الأخوان بدأ مع بداية الخريف العربي وكان يتصف بالمد والجزر وهذا يحدده طبيعة الحكومة التي يتم تكليفها فعندما احتضنتهم حكومة الخصاونة (وعبت) أيديهم بالخواتم أداروا ظهرهم للحراكات وللشارع وما عاد يهمهم فساد أو محاربة فساد أو إصلاح وباتوا يحلمون أنهم على بعد خطوات من الوصول للسلطة وهذا ماعملت عليه حكومة الخصاونة فكانت الضربة المفاجئة باستقالة تلك الحكومة التي أقالت معها تلك الوعود أيضا فعادوا إلى الشارع من جديد كوسيلة ضغط على الحكومة القادمة التي حاولت جاهدة لاحتوائهم ونجحت في بداية الأمر فتركوا الشارع من جديد وبدأت المراهنة على تعديل القانون وتفصيله على مقاسهم لأنهم يدركون تماما أن هذا القانون سيلفظ بهم خارج اللعبة السياسية في ظل انحسار شعبيتهم بالشارع فالحراكات باتت تدرك الغاية من تلك اللعبة فكانت الصدمة الثانية بإصرار الحكومة على قانون الصوت الواحد مع القائمة الوطنية التي لن يكون لهم نصيب فيها أو على الأقل لن تمكن من يصل منهم أن يكون قوة ضاغطة داخل مجلس النواب فعادوا إلى الشارع من جديد.
بعد ذلك بدأت المراهنة على التسجيل للانتخابات فكانت الصدمة الثالثة بالنسبة لهم وانكشف الغطاء عن حجمهم الحقيقي بالشارع فصاروا يشككون في نسب التسجيل بإعلانهم عن وجود تزوير في البطاقات ولم تلقى هذه القنبلة رواجا في الشارع وذلك بعد أن تحدت الهيئة المستقلة للانتخابات عن وجود إي بطاقة مزورة في سجلات الناخبين، وألان يطلقون شعارات جديدة يتبجح بها قياديي الواجهة منهم مثل إصلاح النظام وتغيير بنية النظام دون تقديم برنامج إصلاحي واحد يقتنع به الشارع سوى شعارات وخطب عصماء تدغدغ المشاعر ولكنها لا ترقى لمشروع إصلاحي متكامل يتوافق مع صعوبة المرحلة .
اليوم وفي محاولة جديدة وأخيرة بائسة يستنهض الأخوان الأطياف العشائرية للحشد لمسيرة ألفية القصد منها محاولة إثبات الوجود من جديد في الشارع ولخلق حالة من الفوضى المبطنة لعلها تقود إلى صداما بين النظام والشارع متناسين انه حتى في حال حشد مئة ألف فلن يكون هذا العدد ممثلا للعدد الحقيقي للأردنيين.
المطلوب من الحراكات العشائرية وقياداتها أن تعيد حساباتها من جديد وتعود إلى مرجعياتها الشعبية ببرامج إصلاحية واضحة ومقنعة وان تستمد قوتها وشرعيتها من تلك المرجعيات بعد أن فشلت تلك الحراكات من إثبات وجودها في الشارع بعيدا عن الأخوان وذلك بسبب ضعف الطرح وعلو سقف المطالبات والشعارات التي أغضبت مرجعياتهم وباتت تنظر إليهم على أنهم خارجين عليها لاسيما وان برامجهم الإصلاحية صارت لا تتعدى الخروج للشارع وإطلاق هتافات تمس النظام ظنا منهم أن هذا سيقود للإصلاح ويقربهم من الشارع, اذاً نحن الآن أمام فريقين فريق الأخوان الذي يغازل النظام احيانا وينقلب عليه احيانا اخرى وحسب ماتقتضيه المصلحة الخاصة وفريق الحراكات الاخرى التي تلتف حول الاسلاميين وتشاركهم مدهم وجزرهم.
أغلبية الأردنيين أو ما يسمى بالأغلبية الصامتة ترفض نهج الفريقين وتؤمن انه لابديل عن الإصلاح ولكن ليس على طريقتهم بل بإصلاح حقيقي لاتشوبه أية مصالح شخصية وتؤمن أيضا أن اي مطالبة بالإصلاح يجب أن تركز على الجانب الاقتصادي كأولوية تمس لقمة عيشهم فما عاد يهمهم من يصل إلى السلطة بقدر مايهمهم المحافظة على الأمن والاستقرار وتوفير العيش الكريم في ظل الثورات العربية التي أكلت الأخضر واليابس وأنتجت أنظمة عاجزة عن النهوض بالدول اقتصاديا حتى باتت تلك الشعوب تترحم على الأنظمة السابقة بعد أن فشلت الأنظمة الجديدة بتحقيق ماتصبو اليه الشعوب من حرية وعدالة وتوفير عيش كريم.
هلال العجارمه
helalajarmeh@yahoo.com