ما هو مستوى طموحك

يشهد عالمنا المعاصر تغيرات علمية متلاحقة وسريعة، لم يشهدها العالم من قبل، هذه التغيرات ، إن لم يكن الإنسان قادرا على ملاحقتها ومسايرتها، سيقف جامداً ، لا حركة فيه، ولن يستطيع التكيف مع تلك الأحداث المتغيرة باستمرار، ولكي يستطيع الفرد مجاراة تلك التطورات ، يجب عليه أن يتصف بشيء ليس بالقليل من المرونة، ولديه مستوى معين من الطموح، حتى يستطيع تلبية احتياجاته ويتكيف مع الواقع الذي يعيش فيه، وما سبب هذا التطور سوى طموح الإنسان، الذي يعتبر الدافع الذي يدفع الإنسان للوصول الى ما يريد، وبالتالي يعتمد حجم تحقيق الأهداف التي يضعها الفرد على مدى طموحه وإصراره للسعي لتحقيق تلك الأهداف، ومن هنا يكون النجاح ، أو الفشل.

فالشباب يختلفون من حيث انماط الطموح التي يسعون إليها، فإذا كان البعض له طموحاته الاقتصادية فالآخر له طموحاته الاجتماعية، بينما البعض الثالث له طموحاته الثقافية، والرابع له طموحاته المهنية.

ومستوى الطموح مرتبط ارتباطا قويا بعدة عوامل لعل من أهم هذه العوامل ، التنشئة الأسرية والاجتماعية، والتي بطبيعة الحال تؤثر بشكل كبير جدا على ثقة الفرد بنفسه، ونظرته عن نفسه، وبالنهاية تقديره لذاته.

فالطموح " هدف ذو مستوى محدد يتوقع أو يتطلع الفرد إلى تحقيقه في جانب معين من جوانب حياته، وتختلف درجة أهمية هذا الهدف لدى الفرد ذاته باختلاف جوانب حياته، كما تختلف هذه الدرجة بين الأفراد في الجانب الواحد، ويتحدد مستوى هذا الهدف وأهميته في ضوء الاطار المرجعي للفرد"

وللطموح عدة جوانب : الأداء ويعني ذلك نوع الأداء الذي يعتبره الفرد هاما ويرغب في القيام به في عمل من الأعمال، والتوقع ، ويعني توقع الفرد لأدائه لهذا العمل او ذلك، وأخيرا إلى أي حد يعد هذا الأداء هاما بالنسبة للفرد ، وهذه الجوانب الثلاثة هي ما يعرف بالطموح.

ود استطاع العالم اندرسون أن يثبت من خلال دراساته المتعددة أن مستوى الطموح يزداد بازدياد العمر حيث كان الأطفال في سن العاشرة أكثر نضجا من الاطفال الأقل عمرا، وأن طموح الفرد قبل العشرينات يقل عنه في الثلاثينات من عمره فكلما تدم الإنسان في العمر، كلما زاد نضج الفرد وخبراته، وكلما كان مستوى الطموح في ازدياد مستمر .


ومن العوامل المؤثرة في مستوى الطموح:

العوامل الشخصية والتي تتمثل في الذكاء والقدرات العقلية والتي تلعب دورا بارزا في تحديد مستوى الطموح فالطالب الذكي يتعمد غلى خفض مستوى طموحه إذا ما فشل في تحقيق أهدافه لأنه وضع أهدافا غير واقعية ، بينما يلجأ الانسان الأقل ذكاء إلى تنمية مشاعر عدم الكفاءة وإسقاط اللوم على الآخرين فهو يفشل في التعرف على حقيقة قدراته ولا يخفض من مستوى طموحه لتصبح أكثر واقعية. كما أن الطلبة الطلبة ذوي الذكاء المرتفع يضعون غالبا مستويات طموح تتفق مع قدراتهم ، كما تتفق مع الفرص التي تتاح لهم، وعلى العكس من ذلك الافراد ذوي الذكاء المنخفض يتأثرون بما يستهويهم، فينزعون إلى وضع أهداف بعيدة ، يجرون وراءها ، دون أن تكون قدراتهم مهيأة لبلوغ وتحقيق تلك الأهداف،فالذكي لا يكن مسرفا في مستوى طموحه بل يكون مستوى طموحه حسب مستوى قدراته.

خبرات النجاح والفشل : ان الشعور بالنجاح والفشل يتحدد بمستوى الاهداف التي إلى خبراتنا السابقة ، أي الى المستوى الذي وصلنا إليه في أعمال متشابهة، ويكون الشعور لدى الفرد بالنجاح او الفشل بعد أداء العمل، يقرر إلى اي حد ما الهدف الذي يطمح إليه الفرد في المحاولات التالية، فكلما كان النجاح كبيرا ، كلما ارتفع مستوى الطموح، وكلما كان الفشل كبيرا، كان انخفاض مستوى الطموح كبيرا.

الثواب والعقاب: يعتبر أسلوب التعزيز من أهم الاساليب التي تنمي وترفع من دافعية الفرد والسعي نحو النجاح ، ولا نبالغ إذ قلنا أن العمل في هذه الحياة قائم على التعزيز والعقاب .

نمط الشخصية : ومنها مفهوم الذات عند الفرد، فالفرد الذي تكون وقد اهتزت صورته عن نفسه ، يضع احيانا مستوى مرتفعا من الطموح ، وهو لا يتنازل عنه حتى لو تعرض لخبرات متكرره من الفشل ، وبهذا يتضح الفرق الاساسي بين نمط شخصية الفرد الراضي عن نفسه، والمتوافق معها، وبين الفرد سيء التوافق والرافض لذاته، في أن الأول يفشل في تحقيق هدفه الذي يكون قد وضعه لنفسه، ينزع على الفور إلى تعديل سلوكه، وبالتالي تعديل مستوى طموحه ، بينما يندفع الثاني نحو أساليب تبريرية لعله يغطي بها فشله.

فا تفشل واجعل من مستوى الطموح لديك يتناسب مع قدراتك ولا تجعل الفشل حجر في طريقك واطمح لكي تحقق أهدافك