نصرالله: الفيلم المسيء للرسول أخطر من إحراق "الأقصى"

دعا أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله اللبنانيين في مختلف المناطق إلى التظاهر إبتداءً من الإثنين، في الضاحية الجنوبية لبيروت، وعلى امتداد الأيام المقبلة في بقية المناطق، إحتجاجاً على الفيلم المسيء للرسول محمد (ص) وللمسلمين.

السيد نصرالله تحدث في خطاب متلفز خصصه بكامله للتنديد بالفيلم المسيء للإسلام، حيث ناشد المسلمين شعوباً وقادة التحرك لنصرة نبيهم ودينهم، وضد التعرض لأخلاق النبي (ص) وعرضه وزوجاته، مضيفاً "أيها الشرفاء إن الذي يناديكم اليوم هو أعظم إنسان أخلاقي في التاريخ فلبوا نداء نبيكم ورسولكم الأعظم".

ورأى السيد نصرالله أن ما حصل أخطر من إحراق المسجد الأقصى، وأنها إساءة للنبي (ص) وللقرآن الكريم وللإسلام لم يسبق لها مثيل. مضيفاً إن السكوت عن حجم الإساءة هذه يعطي رسالة إلى إسرائيل بأنه يمكنها إحراق المسجد الأقصى.

وحذّر الأمين العام لحزب الله من أن الهدف من هذه الإساءة هو إيقاع الفتنة بين المسلمين والمسيحيين، مشيداً بطريقة استقبال اللبنانيين لقداسة البابا بنديكتوس السادس عشر. ورأى أنهم بذلك أثبتوا مناعة ضد هذه الفتنة، مشدداً على الوعي لدى أتباع الديانتين وعدم السماح بالذهاب نحو الفتنة.

واعتبر أن بعض الجماعات التي تدعي الإنتماء إلى الإسلام تحركها الإستخبارات، وأن المسيئين إفترضوا أن المسلمين عندما يشاهدون مشاهد الفيلم سينتقمون لنبيهم، مضيفاً انه بحمد الله فإن الغضب إتجه نحو أميركا وإسرائيل وليس نحو المسيحيين.

وتوقع السيد نصرالله أن يستمر هذا العدوان في المستقبل، لأن المنتجين يهددون ببث الفيلم المسيء كاملاً، في وقت لا تتوقف المواقع عن بثه.

وفي سياق الرد على الإساءة للإسلام، دعا السيد نصرالله الشعوب الإسلامية إلى مطالبة حكامها بتحمل المسؤولية، وخص الجاليات الإسلامية في أميركا بالإشارة إلى مسؤولياتها الشرعية الجسيمة للسعي باتجاه إصدار قوانين من أجل تجريم الإساءة إلى الرسول (ص) والمقدسات الإسلامية، مضيفاً بأن الكونغرس الأميركي يستطيع إصدار قانون لهذا الغرض، مشابها لقانون معاداة السامية. مشدداً على ضرورة المضي باتجاه إيصاد باب الإساءة نهائياً عبر قانون دولي ملزم. وبذلك سيعرف كل من يكتب أو يرسم أو ينتج فيلماً أنه سيعاقب في أي مكان في العالم وأنه لن يجد له حامياً.

وفي السياق نفسه، تابع السيد نصرالله بأن هناك مسؤولية تاريخية ملقاة على عاتق الأمة الإسلامية جمعاء ومعها المسيحيون الشرفاء، وأضاف بأن العالم الإسلامي الذي أسيء إلى نبيه وقرآنه، يطالب أميركا بمحاسبة المسؤولين عن الفيلم المسيء لأمة إسلامية كاملة، ولكن دونما تجاوب. مضيفاً أننا أمام نموذج خداع ونفاق جديد، وازدواجية المعايير الأميركية في معالجة مسائل تتعلق بالكرامات والمقدسات وما يمس أمم بكاملها، وأن ذلك يجب أن يتركز في وعي كل الشعوب. لافتاً إلى حقيقة أن هناك الكثير من الشواهد على محاسبة أفراد ومؤسسات وجمعيات وموظفين ودول ومؤتمرات، بسبب الإتجاه الفكري الذي يتحدث عن المجازر الإسرائيلية.

وأكد السيد نصر الله على وجوب أن تفهم كل الحكومات بأن مصالحها في العالم العربي والإسلامي ترتبط في احترامها لمقداسات العرب والمسلمين. داعياً إلى جلسة طارئة لمنظمة المؤتمر الإسلامي لوضع مشروع قانون يتم الذهاب به إلى الأمم المتحدة، واعتبر أن ذلك أضعف الإيمان، متسائلاً هل نحن عاجزون إلى هذا الحد؟

ورأى الأمين العام لحزب الله أن أصدقاء أميركا من العرب سيعملون على تبريد هذه الإساءة، داعياً إلى الحذر فهناك مسؤولية عظيمة جداً على المسلمين.

كما دعا السيد نصرالله الرؤساء اللبنانيين الثلاثة، والقوى السياسية المختلفة إلى لعب دورٍ على مستوى العالم بخصوص هذا الموضوع، معتبراً أن لبنان يستطيع أن يلعب دوراً خاصاً لما له من موقع خاص في هذه المواجهة.

وفي ختام خطابه، توجه السيد نصرالله إلى المتظاهرين غداّ بالقول: "أيها الشرفاء كنتم الحاضرين دائماً في ساحات الدفاع عن الكرامات والشرف وعندما إحتاج الأمر إلى بذل الدماء بذلتموه، ويجب أن يراكم العالم كله غداً في كل مكان في العالم، وأن يروا الغضب في وجوهكم وأصواتكم وقبضاتكم".

وبحسب الدعوة التي أطلقها السيد نصرالله، يشهد لبنان إبتداءً من يوم غدٍ الإثنين تظهرات تبدأ في الضاحية الجنوبية لبيروت، وتتصل إلى مدينة صور الجنوبية الأربعاء، وإلى بعلبك في البقاع اللبناني يوم الجمعة، وتستكمل في بنت جبيل صاحبة الرمزية المقاومة حيث هزم الجيش الإسرائيلي في حرب تموز 2006، يوم السبت، وفي الهرمل على الحدود الشرقية الشمالية مع سورية، يوم الأحد.