( بسطة ) الرئيس !

في عالم ( الطبخ ) : يحتاج تجهيز ( صينية معكرونة ) إلى ساعة على الأفل ، وطبخة ( المقلوبة ) تحتاج إلى اكثر من ( ساعتين ) . أما ( المنسف ) فيحتاج إلى اكثر من ثلاث ساعات ..

بينما في ( مجلس النواب ) لا تتجاوز المدة الزمنية لإقرار أي ( قانون ) سوى عدة دقائق وهذا ما جعل المجلس يرفع شعار: لسنا الوحيدين .. لكننا البصيّمون !

لذلك لم نتعجب من موافقة النواب على قانون المطبوعات بسرعة تجاوزت سرعة الضوء انطلاقا من هذا الشعار، الذي تميز به مجلس النواب الحالي !

في رد رئيس الوزراء على أعضاء مجلس الأعيان عند مناقشة قانون المطبوعات المعدل قال : من يريد أن يعمل ( بسطة ) في منطقة نائية يحتاج إلى ترخيص ..

دولة الرئيس عذرا .. لماذا ( البسطة ) تحديدا هي التي استخدمتها للتشبيه وانت تناقش قانونا له علاقة بالإعلام وليس البلديات ؟!

لا اعتقد أن استخدام الرئيس لمصطلح ( البسطة ) جاء عفويا أو عن حسن نية بل هو غير ذلك بكل تأكيد .

على كل حال استخدام مصطلح ( بسطة ) أو حتى ( عريشة ) ما هو إلا دليل على الفكر النير الذي تزخر به عقول المسؤولين في الأردن. فهم غير قادرين للأسف على التعبير، فكيف كانوا سيحققون لنا التغيير ؟!

( الموقع الإخباري ) الذي يتم تشبيهه بـ ( البسطة ) هو من أبقى الحكومة الحالية في الرابع حتى الآن .. فلن يسمح لها بالمغادرة إلا بعد إنجاز الصفقة الأهم وهي تكميم الأفواه .. لأنه بعد ذلك لن يسمح بفتح الأفواه في الأردن إلا جوعا وعطشا وعند طبيب الأسنان !

نعم أُقر القانون المعدل لقانون المطبوعات واهم بنود القانون تقول : إما ( التسحيج ) أو ( الإغلاق ) .. باستثناء طبعا ( ياهو وجوجل ). فقد ارسلت لهما الحكومة ( تطمينات ) بأن السوء لن يمسهما ..

( جوجل وياهو ) يرسل لهما ( التطمينات ). أما أبناء البلد فترسل لهم الحكومة ( الكلبشات ) و ( الغرامات ) .. فيا ليتني من عرب ( جوجل ) !

منذ اللحظة ستعود ماكينة ( اللهط ) الأردنية لتعمل بأقصى طاقتها لتعويض النقص الذي تسببت به المواقع في الفترة السابقة ..

واحفظوا جيدا رقم الدين الخارجي الآن بالتحديد .. لأنه بعد فترة ستكتشفون أن القانون المعدل للمطبوعات والنشر ما هو إلا قانون معدل للمليارات والشفط !

إذا نشر أي خبر عن أي مسؤول فالتعليقات يجب أن تكون : رائع جدا .. عظيم .. بنحبك .. غير ذلك : فالغرامة في حدها الأدنى ألف دينار والأعلى خمسة آلاف دينار ..

تخيل، في الأردن فقط يبلغ سعر كلمة : فاسد .. ضيعنا .. سنسال .. اكثر من ألف دينار !

بعد إقرار هذا القانون لن نختلف مع الحكومة سوى في مسألة : مين يحب الثاني اكثر !