مشهد محزن لدول الربيع العربي

من الأكيد أن قتل السفراء لا يجيزه الدين الإسلامي، لكن بعد تأمين سلامة السفراء لما هذا الاستبسال في الدفاع عن أبواب السفارات، وفي سبيل ذلك تسفك دماء؟!

سؤال يجب على مرسي والمرزوقي وعبدربه والبشير الإجابة عليه؟!

ما يمكن رصده اليوم هو الصورة الحقيقة لما أفرزته الثورات العربية التي تأكد للكثيرين أنها لم تكن غير حالة استبدال لطواغيت ووجوه بوجوه جديدة، فتونس بعد سقوط ثلاثة قتلى فيها في احتجاجات الجمعة تعطي صورة مماثلة لنفس النتيجة لو كان زين العابدين حاكمًا لها، ومصر اليوم تعطي تصورًا مخزيًا لجماعة الإخوان التي كانت تنبري كالرمح أمام السفارات منددة بأقل وأبسط من حادثة الفلم بينما اليوم تلتزم صمت الخائف المستجدي من أمريكا بقائه في السلطة كحال حسني مبارك وربما كحالة أكثر انقياد حينما يكون الصمت من أصوات كانت تتصيد الهفوات لأمريكا لكي تثور على النظام وعلى ردة فعله، وفي السودان لم يكن حال ربيعه الذي سبق تونس ومصر بعقود مغايرًا فالقمع والقتل والتنكيل وسيلة ما زالت متبعة في بيان التمسك بأمريكا وكذلك في اليمن الذي كان ربيعه شبيهًا بمسرحية استبدلت صالح بصالح جديد.

ربما اليوم رغم قتامته لأمريكا كما يتصوره البعض لكنه يوم يمكن لأمريكا أن تسكين فيه من التفكير من الجدلية حول هوية من يحكم البلاد العربية التي قيل أن فيها ربيع قد حدث، فقد بات واضحًا أنهم يعيدون استنساخ من سبقهم في تقديم فروض الطاعة والولاء في سبيل رضاها عنهم، فهم مستعدون لتقديم الاضحيات أمام أبواب السفارات الأمريكية في سبيل بيان طقوس الولاء والانتماء لأمريكا مقابل ما تهبهم من مساعدات.