شخصيات وطنية
شخصيات وطنية
يسار خصاونة
كثُرت هذه الأيام الشعارات الضدية، شعارات موالية، ومعارِضة، وشعارات مع ، وشعارات ضد ، حتى أصبحنا نعيش في غابة من الهتاف، والصراخ دون أن يسمعنا أحد ،وفي العادة حين تكثر البضاعة، والمروجون من أجلها يقل الإقبال عليها من باب الشك في صدقها ، وتبدأ بعدها عبارات السخرية من هذه الشعارات ، هذه بعض ملامح الصورة التي وصلنا إليها ، والسبب كثرة الفِرق، والتجمعات، وكثرة الشللية، والسحيجة ،وقلة الوعي الذي شاب مفهومي الولاء، والانتماء.
الشعارات إذا كثُرت فسُدت ، وفقدت مضمونها، ومعناها الحقيقي ، وقديماً قال الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان لمجموعة من الشباب المتحمس وهم يهتفون : فلسطين عربية ، أجابهم : وطنٌ يُباع ويُشترى ، وتصيحُ فليحيا الوطن ، وأنا اليوم تُذهلني عبارة – شخصيات وطنية شريفة ، وكأن هناك شخصيات وطنية غير شريفة ، وإذا توقفنا عند عبارة شخصيات وطنية التي أصبحت تُقال لكل الناس دون معرفة معناها الحقيقي أقول متسائلاً : هل الشخصية الوطنية هي للموظف أياً كانت وظيفته وخدم الوطن بإخلاص ومحبة وانتماء هو شخصية وطنية؟ فإذا كان كذلك فكل موظف مخلص هو شخصية وطنية ، وإذا كان المقصود فقط الموظف ذو الراتب العالي جداً ، والرتبة العالية جداً ، فأقول لماذا التمييز بالمركز وليس في الأداء ، وهذا طبعاً أمر مرفوض من الجميع .
أفهم أن يُقال عن العالم زويل إنه شخصية وطنية لأنه قدم لوطنه الكثير ، وأفهم أن يُقال لنجيب محفوظ وللشابي ولعرار ولعمر أبو ريشة، ورجالات العشائر الذين يحقنون دماء المواطنين كذلك ، كما يقول الإنجليز عن شكسبير ، ولا يقولون عن طوني بلير مثلا إنه شخصية وطنية ، فهل رتبة دولة أو معالي كلقب وظيفي هي تصريح بحمل لقب شخصية وطنية حتى لو أخلص أو خان الأمانة ؟
يعرف الكثيرون أنني ممن يحترم أسماء كثيرة من الذين يحملون اللقبين سواء دولة أو معالي ، حتى لو جمع بينهما وهذا جائز ، ويعرف الكثيرون أيضاً أن بعض من تولى هذه المناصب وقعت عليه شُبهة ، فلنتق الله بالألقاب ولنعط لكل فرد حقه ، فكم من شخصية وطنية حقيقية في الأردن لم تستلم منصباً رفيعاً ، أو غليظاً في أجهزة الدولة ، لكنها تستحق اللقب على ما قدمته للوطن ، إن المميزين في الإبداع العلمي، والفني ، والكتابي، والوظيفي ، والرياضي هم شخصيات وطنية ، وحديثاً فإن من أحرز ميداليات ذهبية لإسبانيا اعتبروهم رموزاً وطنية أدخلوا إسبانيا إلى عالم سحري جديد، ورفعوا علمها عالياً، وما زال بيليه رمزاً من رموز البرازيل ، ومردونا رمزاً من رموز الأرجنتين ، وهما شخصيات وطنية ، ونوال المتوكل المغربية هي شخصية وطنية .
قال تعالى : وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل ، وتؤكد الكتب السماوية ، والأحاديث النبوية أن الرسل هم بشر ، لا تمييز بينهم وبين البشر إلا بحملهم الرسالة ، وعندنا كل شخص تسلم منصباً وزارياً أطلق على نفسه شخصية وطنية ، وهو يعلم أن الناس من خلال عمله يمنحونه هذا اللقب الشريف ، وأنه لن يكتسبه بفعل وظيفة بل بفعل مواقف وطنية .
أنا مع كل شخصية وطنية حقيقة ، ومع حرية كل مواطن ، ومع حرية حرمة البيوت ، هنا أتذكر عندما كانت قريش تريد قتل محمد عليه السلام جمعت من كل عشيرة رجلاً ليضيع دمه بين القبائل ، وهذا ما يعرفه كل الناس ، أما تكملة القصة فقد سها عنها الكثيرون ، فعندما وقفوا أمام الباب قالوا لأبي الحكم اكسر باب بيت محمد فقال : لا أفعلها حتى لا تقول العرب أن أبا الحكم روّع بنات محمد ، أليس لنا عبرة بأبي جهل يا علماء؟؟!!!
يسار خصاونة
كثُرت هذه الأيام الشعارات الضدية، شعارات موالية، ومعارِضة، وشعارات مع ، وشعارات ضد ، حتى أصبحنا نعيش في غابة من الهتاف، والصراخ دون أن يسمعنا أحد ،وفي العادة حين تكثر البضاعة، والمروجون من أجلها يقل الإقبال عليها من باب الشك في صدقها ، وتبدأ بعدها عبارات السخرية من هذه الشعارات ، هذه بعض ملامح الصورة التي وصلنا إليها ، والسبب كثرة الفِرق، والتجمعات، وكثرة الشللية، والسحيجة ،وقلة الوعي الذي شاب مفهومي الولاء، والانتماء.
الشعارات إذا كثُرت فسُدت ، وفقدت مضمونها، ومعناها الحقيقي ، وقديماً قال الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان لمجموعة من الشباب المتحمس وهم يهتفون : فلسطين عربية ، أجابهم : وطنٌ يُباع ويُشترى ، وتصيحُ فليحيا الوطن ، وأنا اليوم تُذهلني عبارة – شخصيات وطنية شريفة ، وكأن هناك شخصيات وطنية غير شريفة ، وإذا توقفنا عند عبارة شخصيات وطنية التي أصبحت تُقال لكل الناس دون معرفة معناها الحقيقي أقول متسائلاً : هل الشخصية الوطنية هي للموظف أياً كانت وظيفته وخدم الوطن بإخلاص ومحبة وانتماء هو شخصية وطنية؟ فإذا كان كذلك فكل موظف مخلص هو شخصية وطنية ، وإذا كان المقصود فقط الموظف ذو الراتب العالي جداً ، والرتبة العالية جداً ، فأقول لماذا التمييز بالمركز وليس في الأداء ، وهذا طبعاً أمر مرفوض من الجميع .
أفهم أن يُقال عن العالم زويل إنه شخصية وطنية لأنه قدم لوطنه الكثير ، وأفهم أن يُقال لنجيب محفوظ وللشابي ولعرار ولعمر أبو ريشة، ورجالات العشائر الذين يحقنون دماء المواطنين كذلك ، كما يقول الإنجليز عن شكسبير ، ولا يقولون عن طوني بلير مثلا إنه شخصية وطنية ، فهل رتبة دولة أو معالي كلقب وظيفي هي تصريح بحمل لقب شخصية وطنية حتى لو أخلص أو خان الأمانة ؟
يعرف الكثيرون أنني ممن يحترم أسماء كثيرة من الذين يحملون اللقبين سواء دولة أو معالي ، حتى لو جمع بينهما وهذا جائز ، ويعرف الكثيرون أيضاً أن بعض من تولى هذه المناصب وقعت عليه شُبهة ، فلنتق الله بالألقاب ولنعط لكل فرد حقه ، فكم من شخصية وطنية حقيقية في الأردن لم تستلم منصباً رفيعاً ، أو غليظاً في أجهزة الدولة ، لكنها تستحق اللقب على ما قدمته للوطن ، إن المميزين في الإبداع العلمي، والفني ، والكتابي، والوظيفي ، والرياضي هم شخصيات وطنية ، وحديثاً فإن من أحرز ميداليات ذهبية لإسبانيا اعتبروهم رموزاً وطنية أدخلوا إسبانيا إلى عالم سحري جديد، ورفعوا علمها عالياً، وما زال بيليه رمزاً من رموز البرازيل ، ومردونا رمزاً من رموز الأرجنتين ، وهما شخصيات وطنية ، ونوال المتوكل المغربية هي شخصية وطنية .
قال تعالى : وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل ، وتؤكد الكتب السماوية ، والأحاديث النبوية أن الرسل هم بشر ، لا تمييز بينهم وبين البشر إلا بحملهم الرسالة ، وعندنا كل شخص تسلم منصباً وزارياً أطلق على نفسه شخصية وطنية ، وهو يعلم أن الناس من خلال عمله يمنحونه هذا اللقب الشريف ، وأنه لن يكتسبه بفعل وظيفة بل بفعل مواقف وطنية .
أنا مع كل شخصية وطنية حقيقة ، ومع حرية كل مواطن ، ومع حرية حرمة البيوت ، هنا أتذكر عندما كانت قريش تريد قتل محمد عليه السلام جمعت من كل عشيرة رجلاً ليضيع دمه بين القبائل ، وهذا ما يعرفه كل الناس ، أما تكملة القصة فقد سها عنها الكثيرون ، فعندما وقفوا أمام الباب قالوا لأبي الحكم اكسر باب بيت محمد فقال : لا أفعلها حتى لا تقول العرب أن أبا الحكم روّع بنات محمد ، أليس لنا عبرة بأبي جهل يا علماء؟؟!!!