كنا الاحبة

كنا الاحبة
كنا الاحبة , كنا الاهل , كنا مضرب المثل , كنا نغار على القاصي من مرابعنا , والاقربون لهم في القلب ساحات , تاريخنا من نشأة الاردن يشهد ان لا فرق بين الجار والجار , الكل تربى على حب البلاد , فحب الخير شيمتنا والغدر نمقت والايثار عنوان .
ما اجملها تلك الايام التي خلت والسنين التي انقضت , ايام مفعمة بالمودة , مليئة بالمحبة , بالتضحية , بالاخلاص , بالصدق , بالصبر بالتناصح , وسنين كانت تنبض بالعطاء والبناء والانجاز .
هكذا كانت حياتنا انشغال من اجل النهوض بالوطن واعلاء شانه والوصول به الى بر الامان وشاطيء النجاة ليرقى الى مصاف الدول المتميزة علميا واخلاقيا , فكنا رواد علم وطلاب معرفة حتى اصبحنا من اكثر الدول المصدرة للعمالة الواعية المثقفة من اصحاب الخبرات والقدرات , وشهد لنا بذلك القاصي والداني .
ما اجملها تلك الايام والسنين التي مضت , كنا نعيش اسرة واحدة كبيرة لا احقاد ولا اطماع , كنا رحماء فيما بيننا , نتقاسم الهم جميعا ونتقاسم الفرج جميعا ...
ما اجملها تلك الايام التي كان يسود فيها بين الناس الوئام , فلا شجار ولا خصام ,بخلاف ما هو حاصل هذه الايام حيث المنازعات والمشاجرات التي تستخدم فيها السيوف والهراوات والتي تنشب لاقل الاخطاء وبلا مسببات .
ما تعودنا ان تتحول شوارعنا الى ساحات للفوضى والمناكفات , وما تعودنا الاعتداء على ابنائنا من رجال الامن وتحطيم الممتلكات .
هذه ظواهر غريبة علينا . لا نقرها , ننكرها ونتمنى على الاجهزة الامنية ان تعمل على اعادة هيبة الدولة والمحافظة على الانجازات .
نحن لا حياة لنا الا بالامن وكل من يعبث بامن البلد انما يعبث بالتاريخ الحاضر والماضي والمستقبل .
ان العبث بالامن لا معنى له الا التامر على تراب الوطن وتهيئة الاجواء لسيطرة العدو على مقدراته وتسهيل مهمة الطامعين فيه لا قدر الله .