الصحافة المستقله مقياس لحرية المجتمع



بقلم : خليل قطيشات

من المنطق أن علو الصوت والمناداة بحرية الإعلام لهما وجاهتهما، وأن من يبدو في نبرة صوته غير ذلك، هو لا شك متهم بالرغبة في تكميم الأفواه أو الالتفاف على مكتسبات أصبحت واقعاً على الأرض بمعنى حق مكتسب ، وليس هناك احد مع كبت الإعلام خصوصا مع الربيع العربي . كما أن مسألة حرية الاعلام مرتبط أساسا بمفهوم الديمقراطية، وان أي مساس بهذه الحرية هو مساس بالديموقراطية، لدى فالجهور الحقيقي للصحافة الحرة هو وجود مكون مؤسساتي حر وديموقراطي في حد ذاته،تعتبر حرية الصحافةوالاعلام هي أم الحريات، لأنها صمام أمان ضد التسلط، فقد أبرز أن وجود إعلام حر يصنع مواطنين يمنح لهم علم بما يجري في المجتمع، وهذا لن يتأتى إلا بوجود وسائل إعلام مستقلة في تحرير الخبر واستقصاء المعلومة بطريقة سليمة ودون شروط او قيود،إن غياب حرية الصحافة وغياب المعلومة، سيسبب لا محالة في اضطراب سياسي، وتشكيك في أي بادرة تقبل عليها الدولة في أي إصلاح مستقبلي، حتى وإن كان هذا الإصلاح يخص المجال الاقتصادي أو الانتقال الديمقراطي،كما لها اثر في إحداث عملية التوعية للمجتمع بالقيم الاجتماعية, أن وسائل الإعلام الحرة تقوم بدور لا غنى عنه وخصوصاً فى أوقات التحول الصعبة، حيث تعتبر الوسيلة الوحيدة التى تتيح إمكانية المراقبة المستمرة للتطورات السياسية، كما تمكّن المجتمع المدنى من المشاركة الفعالة فى الأحداث السياسية الجاريةعلى مستوى الوطن العربي والعالمي.

بنسبةالى السلطة الرابعة تعتبر أداة نقد ورقابة، والحرية الإعلامية المسؤولة هي وسيلة للبناء والتعمير وليس الهدم والتدمير يحد من تفلتاتها ويشذب ممارستها لتحقق غاياتها في التعبير الحر وفي كشف أوجه القصور وإصلاح الرأي العام وتنويره بما يجري في محيطه المحلي والإقليمي او على المستوى العالمي. والحرية الإعلامية المسؤولة ليست شعاراً من باب الترف، لكنها تعني صدق الممارسة واحترام الخصوصيات وحقوق الآخرين وحرياتهم أيضا. لا لاأحد يقبل إهانة أي شخص بدون دليل وفي المقابل لن نتستر علي فساد، ان مهمة الصحافة نقل الحقيقة إلي الرأي العام مجردة دون تزييف، والنقابة قادرة علي تصويب مسيرة العمل الصحفي بشرط إلغاء الاتهامات الفضفاضة التي تقيد حرية التعبير من القوانين.مجلس النواب فشل في تكميم الافواه، ولم تتوقف الصحافة عن كشف الفساد ولن تنجح الروح العدائية السائدة داخل الوطن وذراعها النواب في تكميم الأفواه والغاء حرية الصحافة، ، والصحافة كانت شريكة في نهوض هذا البلد وأحد عوامل نجاحها، لن تتوقف الصحافة عن النقد وعن تسليط الضوء علي السلبيات بدون تجاوز أو تجريح.
اما أن الحرية في حقيقتها مسؤولية، وهذه المسؤولية تتطلب منا دائماً البحث عن صيغ جديدة لممارسات تنبع من ظروف أمتنا، ممارسات تسع الجميع، ولا تعرف الإقصاء، ولكن تظل دائمة، وسلامة الوطن ولحمته هما الغاية والمبتغى.
اخيراً أقول إننا نطمح في ممارسة صحفية مسؤولة وبحرفية، نكون فيها حراساً للحرية الصحفية المسؤولة، لنحميها بحسنا الوطني والقومي لتنمو وتزدهر وتؤتي أكلها بإذن الله حرية مسؤولة من دون رقيب ودون ضغوط اللهم إلا من سلطة ضمائرنا وأخلاقيات المهنة.
حفظ الله هذا الوطن و شعبه ومليكه من كل شر اللهم آمين



qtaishatk@yahoo.com