"جامعة اليرموك" تعاقب موظفها المريض بحرمانه من الحوافز وتسرف في الإنفاق على المشاريع الفاشلة!

أخبار البلد - خاص

وصلنا من شخص سمى نفسه "إبن اليرموك" الشكوى التالية، والتي تعج بتفاصيل تجاوزات وسلسلة قرارات غير حكيمة إتخذتها إدارة الجامعة، ما ألحق الضرر والأذى بموظفيها وتسبب بهدر للمال العام، والرسالة ننشرها بنصها الحرفي لتصل إلى المسؤولين والمعنيين بالنظر في فيها:


"لقد خلق الله الانسان وكرمه ابتداء واستخلفه في ارضه فقال تعالى( ولقد كرمنا بني ادم وحملناهم في البر والبحر وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ) والمتفحص للتاريخ المتتبع للاحداث على مر العصور والايام يرى ان الله عزوجل قد كتب النصر والتاييد لتلك الدول التي كرمت الانسان وساسته بالعدل والاحسان وان كانت لا تدين بالاسلام , وكثير من دول المسلمين محقها الله وحطم عروش حكامها بظلمهم للانسان وامتهانهم لحقوقه

ومع كل ذلك ,فقد كتب الله على الانسان العديد من الابتلاءات امتحانا لصبره ويقينه وثباته على دينه من جهة وليكفر من سيآته ويعظم له الاجر والثواب من جهة اخرى, ولكن مع هذه الابتلاءات شرع الله عزوجل الرخص ليسهل على الانسان طاعة ربه وامتثال اوامره ,فقال الرسول عليه السلام (ان الله يحب ان تؤتى رخصه كما تؤتى عزائمه )ذلك ان دين الاسلام دين يسر لا دين عسر... ومن الابتلاءات التي اود الاشارة اليها ( المرض ) وقد رخص الله للمريض الافطار في رمضان والقضاء والصلاة على الوضع الذي يستطيع كما قال الله في كتابه ( ليس على المريض حرج )

اما ماجرى في جامعة اليرموك والعياذ بالله من قرارات تعاقب المريض على مرضه لهو امر مشين, فقد قرر مجلس الجامعه في جلسته الثامنه التي انعقدت بتاريخ 23/5/2012 حرمان الموظف من مستحقاته في الحوافز اثناء مرضه عقابا له بدلا من عيادته وتكريمه وفقا لشرع الله وسنة نبيه المطهره اذ ان عيادة المريض من حقوق المسلم على اخيه المسلم

وبالمثال يتضح المقال فحوافز الموظف الاكاديمي تتراوح بين (200-500) دينار شهريا وللموظف الاداري بين (100-200 ) دينار شهريا وبحسبه بسيطه تكون قيمة الحسم على الموظف الاكاديمي من( 8-18) دينار عن كل يوم مرض وللموظف الاداري من (4- 10 ) دنانير يوميا وهذه المبالغ قد تكون احيانا اكثر من قيمة الخدمه الصحيه التي تكفلها الجامعه للعاملين فيها

والعجيب الغريب ان يصدر مثل هذا القرار عن مجلس الجامعه المكون من العمداء وممثلي الكليات والدوائر والمجتمع المحلي الذي قال عنهم جلالة الملك يوما بانهم خيرة الخيرة تيمنا ان يكونوا كذلك ولكن ما يصدر عنهم من قرارات يشير الى العكس , ويستغرب العاقل كيف تحصلت الاغلبيه لمثل هذه القرارات الهمجيه, واذا كان من تفسير قريب للاذهان فان خوف العمداء على كراسيهم والتصاقهم بها وطمعهم بالتجديد والتمديد وهم يشكلون نسبة 90% من المجلس قد يكون وراء ذلك ... وكم من الشعوب ابيدت في سبيل الكراسي والعروش

صحيح ان النظام بشكل عام ووزارة التعليم العالي بشكل خاص قد دعت الى ترشيد الاستهلاك وضبط الانفاق لتامين الوفر في موازنة الجامعه لتؤدي دورها بالشكل المرضي ولكن ذلك لا يعني باي حال سلب ونهب العاملين ومعاقبتهم على مرضهم ..وكان يمكن تحقيق اضعاف ذلك الوفر من وقف بعض المشاريع الفاشله في الجامعه والتي يمكن الاستغناء عنها دون الاضرار برسالة الجامعه كمصعد الرئيس ومواقف سيارات الطلبه والبوابه وغير ذلك كثير وبذلك ندرك المقصود ويتحقق المطلوب دون الاعتداء على مخصصات العاملين الطفارى وسلبهم ومعاقبتهم على مرضهم وابتلاء الله لهم بحجج اوهن من بيت العنكبوت

ولم يكتف مجلس الجامعه بذلك فقد قرر في نفس الجلسه خصم مستحقات كل من يوجه له عقوبة الانذار مدة ستة اشهر وبحسبة بسيطه فان ذلك يعني من (1200_2400 ) دينار للموظف الاكاديمي ومن( 600_1200) دينار للموظف الاداري فضلا عن ذلك فان عقوبة الانذار تؤخر الترفيع لمدة سنة على الاقل وبذلك تجتمع ثلاث عقوبات على نفس الذنب وهذا ما لا يحصل الا في الاردن وتحديدا في جامعة اليرموك وخلافا للتشريعات المحليه والدوليه التي لا تجيز الا عقوبة واحده على نفس الذنب حتى في ديننا الحنيف لكل ذنب عقوبة واحده وهي تطهير وتكفير للذنب ويحضرني في هذا المجال قول الرسول عليه السلام عندما سب احد الصحابه المراه المخزوميه اثناء رجمها بعقوبة الزنا ( لا تسبوها فانها تابت توبة وسعت اهل مكه ) في اشارة انه لا يترتب على الذنب اكثر من عقوبة واحده فلا يجوز الشتم بالاضافة الى الرجم

ومما يزيد الامر طرافة وغرابه سكوت العاملين اكاديميين واداريين على التعسف في القرارات والحماقات التي باتت تصدر عن ادارة الجامعات راجيا ان لا يغيب عن البال قصة جمل الشيخ الذي عاث فسادا وتخريبا في مزروعات القريه, فقرر اهلها ان يشكوا الامر للشيخ مجتمعين , فذهبوا الى منزل الشيخ وخاطب احدهم الشيخ قائلا : جمللكم ياشيخ... وسكت ولم ينبس المرافقين باية كلمه وكرر ذلك ثانية وثالثه ولا فائدة ترجي من المرافقين... عندها صرخ الشيخ : وماذا عن جملي ... فاجاب الرجل انه بحاجة الى ناقة تؤنسه فلا يجوز ان يبقى وحيدا وانصرف الجميع خائبين

وهكذا فان ما اخشاه بسكوت العاملين في الجامعه وقبولهم بهذه القرارات , ان تتمادى ادارة الجامعه باصدار العديد من القرارات الاخرى التي تمس العاملين وحقوقهم وكرامتهم وعندها يصبح كل العاملين نياق لجمل الشيخ

وختاما امل من كل من يعنيه الامر ويهمه الصالح العام واخص بالذكر وزارة التعليم العالي انقاذ الجامعات مما وصلت اليه من التردي والانحطاط بسبب تعسف وسوء ادارة الجامعات مما انعكس سلبا على رسالتها العلميه ودورها المنشود والله اسال للدكتور عبدالله الموسى رئيس الجامعه السداد والرشاد وان يعيد النظر في هذه القرارات بعيدا عن اثر البطانه وان يدني منه الصالحين والله من وراء القصد وهو ولى التوفيق