أنجلينا جولي .. "وين الملايين"
منذ أن غنت جوليا بطرس أغنيتها الشهيرة (وين الملايين)، حين سألت عن غياب ملايين العرب عما يجري من عدوان إسرائيلي ضد أطفال الانتفاضة الفلسطينية، في أوج المشاهد الدامية التي كان أحدها استشهاد الطفل محمد الدرة في حضن والده، والسؤال يلح على مسامعنا في كل لحظة تتجاذبنا فيها قوى أجنبية لفرض سطوتها وقواعدها على ركن من أركان أمتنا.
سأَلَتْ جوليا (وين الملايين)، فانبعثت مخيلة الجماهير العربية لتنحت من اسم الأغنية معاني أخرى أكثر التصاقاً وعمقاً لواقعنا الصعب، سألَتْ العقلية العربية وقتها، وما تزال، (وين الملايين) بطريقتها، أي أين الملايين من أموال الشعوب العربية التي نُهبتْ على أيدي من قادوها بالحديد والنار ومن جاؤوا على أسنة الحراب وتحت شعارات الثورة والاستنهاض بالأمة وإنقاذ مقدراتها.
سيلٌ من التساؤلات يفيض به العنوان ذاته (وين الملايين)، تداعى في مخيلتي وأنا أُتابعُ أخبار الممثلة الأميركية أنجلينا جولي وهي تحضر إلى عمان على متن طائرة خاصة (على حسابها الشخصي) لتطمئن بنفسها على أحوال اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري ولتتبرع بثمانمائة ألف دولار (من حسابها الشخصي) أيضاً لصالح هؤلاء المكلومين بوطنهم وكراماتهم.
قالوا إنها فعلت ذلك لأنها سفيرةٌ للنوايا الحسنة فحسب، واكتشفت عبر متابعتي الحثيثة لمشاريعها، أنها فعلت ما فعلت طوعاً في أفريقيا وفيتنام وليبيا وجنوب لبنان ونقاط ساخنة أخرى في آسيا وأميركا اللاتينية، وكنت قد تابعت زياراتها السنوية إلى قرى الأطفال في الأردن وسألت نفسي مراراً لمَ تفعل السيدة ما تفعل؟.
لم تتسن لي معرفة الإجابة، لكن جهود النجمة العالمية التي تتربع على عرش سينما تدر عليها الملايين، دفعتني للتساؤل الذي لن أعرف له سبباً ما حييت.
أين نجومنا العرب، الذين يجنون بدورهم الملايين، مقابل سينما بلهاء ودراما مترهلة وكوميديا مصطنعة وإنتاج فقير لا يرقى لأن يخاطب العقلية العربية في ظل هذا الانفتاح الذي نحياه.
أين عادل إمام الذي هو أيضا سفير للنوايا الحسنة والذي جنى من وراء مسلسله الضحل ناجي عطا الله عشرات الملايين، أسمعتم أنه تبرع من جيبه بـ(فرنك) لأجل أسرة شهيد في مصر أو فلسطين أو لبنان أو غيرها؟.
ماذا عن سفراء آخرين اختارتهم الأمم المتحدة على ذمة النوايا الحسنة؛ إليسا وحسين فهمي ونانسي عجرم وعمرو دياب ودريد لحام وهند صبري وخالد أبو النجا ومحمود قابيل وكاظم الساهر ومنة شلبي.
اكتفى نجوم العرب بوجاهة اللقب ولون الجواز الدولي على شاكلة بعض نوابنا، الذين ألهتهم مداولات الجواز الأبدي، ولم يخطر ببال هؤلاء اقتطاع لحظة من برامجهم الزاخرة لخدمة مخيم أو مشرد أو ملهوف.
شعرتُ بخجلٍ شديد وأنا أسمع أنجلينا جولي تطلب منع التصوير لجولتها في الزعتري ما زادني حيرة من هؤلاء البشر، كيف يفكرون وإلى ماذا يرمون بهذا العناء؟.
أتساءل أين نحن من كل هذا، ولمَ لا نسمع عن نجم أو رياضي أو سياسي عربي أدرك أن مهام النوايا الحسنة في خدمة منكوبي العالم. تتعدى الجوازات ولقاءات نيويورك السنوية وصور الذكرى و(أبهة) المناصب الفخرية.
فأي نوايا حسنة تلك التي تدفع بكل سفرائنا لتجاهل ما يجري في منطقتهم العربية وهو الأسوأ في العالم، بدون أن يهتز لهم جفن. ثم ماذا عن كبار مسؤولينا الذين أكلوا مقدرات البلاد والعباد فساداً وظلماً، أسمعتم عن تبرع أحدهم لأي شيء؟.
بالمناسبة، تجاوزت أجور النجوم العرب في رمضان المليار ونصف المليار جنيه.. وتجاوز حجم الفساد الرسمي العربي ثلاثمائة بليون دولار. ثم نعود ونسأل مع جوليا (وين الملايين)؟.
سأَلَتْ جوليا (وين الملايين)، فانبعثت مخيلة الجماهير العربية لتنحت من اسم الأغنية معاني أخرى أكثر التصاقاً وعمقاً لواقعنا الصعب، سألَتْ العقلية العربية وقتها، وما تزال، (وين الملايين) بطريقتها، أي أين الملايين من أموال الشعوب العربية التي نُهبتْ على أيدي من قادوها بالحديد والنار ومن جاؤوا على أسنة الحراب وتحت شعارات الثورة والاستنهاض بالأمة وإنقاذ مقدراتها.
سيلٌ من التساؤلات يفيض به العنوان ذاته (وين الملايين)، تداعى في مخيلتي وأنا أُتابعُ أخبار الممثلة الأميركية أنجلينا جولي وهي تحضر إلى عمان على متن طائرة خاصة (على حسابها الشخصي) لتطمئن بنفسها على أحوال اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري ولتتبرع بثمانمائة ألف دولار (من حسابها الشخصي) أيضاً لصالح هؤلاء المكلومين بوطنهم وكراماتهم.
قالوا إنها فعلت ذلك لأنها سفيرةٌ للنوايا الحسنة فحسب، واكتشفت عبر متابعتي الحثيثة لمشاريعها، أنها فعلت ما فعلت طوعاً في أفريقيا وفيتنام وليبيا وجنوب لبنان ونقاط ساخنة أخرى في آسيا وأميركا اللاتينية، وكنت قد تابعت زياراتها السنوية إلى قرى الأطفال في الأردن وسألت نفسي مراراً لمَ تفعل السيدة ما تفعل؟.
لم تتسن لي معرفة الإجابة، لكن جهود النجمة العالمية التي تتربع على عرش سينما تدر عليها الملايين، دفعتني للتساؤل الذي لن أعرف له سبباً ما حييت.
أين نجومنا العرب، الذين يجنون بدورهم الملايين، مقابل سينما بلهاء ودراما مترهلة وكوميديا مصطنعة وإنتاج فقير لا يرقى لأن يخاطب العقلية العربية في ظل هذا الانفتاح الذي نحياه.
أين عادل إمام الذي هو أيضا سفير للنوايا الحسنة والذي جنى من وراء مسلسله الضحل ناجي عطا الله عشرات الملايين، أسمعتم أنه تبرع من جيبه بـ(فرنك) لأجل أسرة شهيد في مصر أو فلسطين أو لبنان أو غيرها؟.
ماذا عن سفراء آخرين اختارتهم الأمم المتحدة على ذمة النوايا الحسنة؛ إليسا وحسين فهمي ونانسي عجرم وعمرو دياب ودريد لحام وهند صبري وخالد أبو النجا ومحمود قابيل وكاظم الساهر ومنة شلبي.
اكتفى نجوم العرب بوجاهة اللقب ولون الجواز الدولي على شاكلة بعض نوابنا، الذين ألهتهم مداولات الجواز الأبدي، ولم يخطر ببال هؤلاء اقتطاع لحظة من برامجهم الزاخرة لخدمة مخيم أو مشرد أو ملهوف.
شعرتُ بخجلٍ شديد وأنا أسمع أنجلينا جولي تطلب منع التصوير لجولتها في الزعتري ما زادني حيرة من هؤلاء البشر، كيف يفكرون وإلى ماذا يرمون بهذا العناء؟.
أتساءل أين نحن من كل هذا، ولمَ لا نسمع عن نجم أو رياضي أو سياسي عربي أدرك أن مهام النوايا الحسنة في خدمة منكوبي العالم. تتعدى الجوازات ولقاءات نيويورك السنوية وصور الذكرى و(أبهة) المناصب الفخرية.
فأي نوايا حسنة تلك التي تدفع بكل سفرائنا لتجاهل ما يجري في منطقتهم العربية وهو الأسوأ في العالم، بدون أن يهتز لهم جفن. ثم ماذا عن كبار مسؤولينا الذين أكلوا مقدرات البلاد والعباد فساداً وظلماً، أسمعتم عن تبرع أحدهم لأي شيء؟.
بالمناسبة، تجاوزت أجور النجوم العرب في رمضان المليار ونصف المليار جنيه.. وتجاوز حجم الفساد الرسمي العربي ثلاثمائة بليون دولار. ثم نعود ونسأل مع جوليا (وين الملايين)؟.