المجلس الاخواني الإصلاحي ..من يصلح من !

اصمت الآذان توجهات جماعة الإخوان المسلمون إلى تشكيل مجلس أعلى للإصلاح في الأردن ، الأمر الذي اعتبرناه تصعيدا من نوع آخر ، على طريقة إنا أو ليأت من بعدي الطوفان ، بثبوت عدم دعوى كل آليات التصعيد ألحراكي في الشارع عبر ما يزيد عن 5 آلاف نشاط حراكي في الشارع الأردني ، فشلت بتشكل قناعة لدى الشارع العام ، أن الأمن يجب إن يكون أولا ، وان لا إصلاح في ظل احتراب ودماء ، لان الدماء تذهب العقل وتفقد التفكير فيما عداه ، ولان الأمن حاضنة الإصلاح ، ولان الأمن هو من يمنح الطاقة على الخلق والإبداع والتفكير الجيد لا الرديء ، وانعدامه يؤدي إلى السيئ الرديء وانعدام الأخلاق ، إذ يصبح العامة يفكرون في النهب والسلب والقتل والثار والدمار والاغتصاب لا غير ، والنماذج تجري ماثلة أمامنا تجأر إلى الله بأعلى صوتها !
إننا لا ندفع بالنموذج دفاعا عن النظام أو بإيعاز من النظام وأجهزته كما يحلو للبعض الادعاء ولو كذبا ، بل دفاع عن وجودنا وأمننا ومستقبلنا ونحن نعلم ان الهشيم عادة لا يحتاج لكبير فتنة في مجتمعاتنا العربية ونحن الأردنيين جزء من التركيبة بل لمجرد سن كبريت أو قمعه لسيجارة حتى تتعدى النار كل الحواجز حينئذ لا ينفع الإنقاذ ولا الإطفاء ولا الإسعاف ولا العزل ويصدق فينا من قال " انج سعد فلقد هلك سعيد " ونصبح كذاك الذي ذكر المجاهد النجيب في الصومال الذي اعمل بالناس القتل حتى تجاوزت مجزرة بندقيته المئات لكنه تذكر انه وقع في إثم نسيان صلاة العصر فاداها قضاء للأسف !
انظروا بالله عليكم قيمة الإصلاح حينما سئل احد الصالحين عن حكم قتل الفار ! فأجابهم قتلتم آل بيت رسول الله " صلى الله عليه واله وبارك " بدم بارد تقربا إلى الله وتسألونني عن حكم مقتل الفار ! كم هم أهل شقاق ونفاق وسوء أخلاق !
لقد تعلمنا من حركة التاريخ أن كل حركة تحمل بيدها معول بنائها أو هدمها ، وان الإصلاح يبدأ بالنفس واحترام الحوار وعدم إغلاق قنواته خوفا من الانزلاق إلى العنف وحلول ظلام الفوضى ! فحركة الإخوان عبر سنوات وجودها ومنذ تأسيسها عانت أمرين الأخطاء والسلبيات وتراجعت ولم تصلح وراوحت ولم تتقدم ولم تتجاوب مع حلول عصر العصرنة والديمقراطية والإصلاح !