الجوهري..على أمثالك تذرف الدموع

قتضيني الواجب أن أقول كلمتي في وداع الكابتن الكبير محمود الجوهري، وقد رحل عنا.

اعتاد الناس أن يمتدحوا الأحياء ويرثوا الراحلين، لكننا في أردن الهاشميين بقيادة عميد آل البيت جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله، تعلمنا أن نقتدي بمكارم الهاشميين الأصيلة، فالتقدير والتكريم يظهر في حياة المبدعين والمنجزين، ويظهر ايضاً بعد رحيلهم عرفاناً للعطاء والجهود والبصمات ولهذا أنا أمتدح رجلاً رحل، لأن أفعاله باقية اليوم وغداً.

أكتب عنه بعد عدة أيام من رحيله ولم أفعل عند صدمتي الأولى خشية ان تفيض العواطف فأبالغ.
كم كان الموقف مهيباً وفارساً من بني هاشم يودع الجوهري في أرض الكنانة، ويواسي أهله بل ومصر كلها.
لا أجد في الدنيا يفعل مثلهم .. هو شأنهم على مدى التاريخ .. الأمير علي بن الحسين يقف إلى جواره في مرضه ثم يتقبل العزاء به ثم يقود ثلة من النشامى لوداعه من عّمان ثم لاستقباله في القاهرة ووداعه لآخر مرة هناك ثم يعزي ويقبل العزاء به في آن.

أشهد بأن محمود الجوهري المصري الهوية، الأردني الهوى والعربي العروبي كان أكثر حماسة منا ليرى كرة القدم الأردنية في مصاف الكرة العالمية.

اشهد أنه كان يغضب أكثر منا جميعاً عندما نخفق ويفرح أكثر منا عندما نتقدم خطوة، وأشهد أنه كان يحب الأردن والأردنيين بقدر حبه لمصر والمصريين.

يقتضينا الواجب أن نعترف للراحل العزيز بما قدمه للرياضة الأردنية ولكرة القدم تحديداً من فضل يجب ألا ننساه على الدوام.

لمحمود الجوهري أقول: على أمثالك تذرف الدموع