طائــرات

 
من يرى طائرات الجيش العربي السوري وهي تملأ سماء دمشق او حلب او دير الزور او بلدة او ريف او مدينة سورية يشعر بان الذين يقصفون وتدمر بيوتهم فوق رؤوسهم هم الاعداء الحقيقيون لهذا الجيش الذي حضر نفسه لهذه الغاية منذ عشرات السنين تحت مسمى المقاومة والممانعة واختيار الزمان والمكان المناسبين في الرد على اعتداءات اسرائيل المتكررة وسط دمشق وقرب القصر الرئاسي اكثر من مرة.

ومن يشاهد القتل والتعذيب الممنهج والتشريد اليومي لعائلات كانت بالامس القريب امنة مطمئنة في بيوتها وريفها وبين مزارعها وقرب حواكيرها يشعر ان الاستهداف اليومي لم يكن معدا لاسرائيل العدو المفترض للدول العربية وجيوشها ودباباتها وصواريخها لدرجة انك تشعر ان ما يجري هو اجبار الناس مباشرة الخضوع للاوامر والقيادة والحزب وحكم الفرد الواحد وبدون وازع من ضمير فلا اسرائيل تعبأ بما استعد له الجيش السوري على مدى الاربعين سنة الماضية ولا الطائرات التي تحوم في سماوات دمشق هي التي اشتريت من دم الشعب السوري لتدافع عنه بل تم دفع اثمانها لتقتلهم وتنفث سمومها عليهم ولا تتردد في نثر الدم والقتل والفزع بين هؤلاء المساكين الذين صدقوا على مدى العقود الماضية انهم دولة ممانعة ومقاومة وفجاة يكتشفون ان كل ما دفعوه جيء به لقتلهم وضربهم بل وسحقهم.

حتى افراد حزب الله الذي شكلوا دولة داخل دولة واحتلوا بيروت في استعراض سخيف قبل سنوات سحبوا عناصرهم كلها للانضمام الى الجيش الذي يقتل ابناءه ليزيدوا في العذاب والقتل والتنكيل على اعتبار ان من يقتل احدا من هؤلاء المجرمين الفارين من عدالة نظامهم هو في الجنة ومفاتيحها بايدي الملالي الذين يتحكمون حتى في فردوس الجنة ومن سيكون في الطوابق العليا او السفلى وهم وحدهم الذين يتفردون عن غيرهم بهذه القدرات الخارقة.

ومن يشاهد هؤلاء اللاجئين الذين يفرون من ديارهم طلبا للامن والامان وبحثا عن مكان يقيهم العذاب النفسي والشقاوة اليومية لكونهم قالوا نريد حرية فيجب ان يبطش بهم وتدك بيوتهم وتخرب كل مناحي حياتهم الى ان يفيئوا الى رشدهم والى اسدهم والى حزبهم الذي يضمن لهم الحياة المستقيمة والهانئة تشعر وكانهم لا يملكون من امرهم شيئا ولا يرون الا حالة القتل والدمار اليومي فلم يعد بامكانهم رؤية بيوتهم تهدم ويبقون فيها.

ومن يسمع من يدافعون عن هذا القتل البربري الوحشي الذي يجب ان تتعلم الة البطش الاسرائيلية منه الكثير لان دروسا كثيرا تم تطبيقها في دمشق لم تخطر على بال شارون ولا شامير ولا بيريز ولا باراك ولا غيرهم من قادة القتل الاسرائيليين فنحن نعتذر من الاسرائيليين على اتهامهم زورا وبهتانا واثما انهم جزارون وقتلة بل هم مقارنة بما يجري تلاميذ صغار لا تزال امامهم الكثير من الدروس ليتعلموها ويعلموها حتى يقال ان ايديهم تلطخت بالدماء.

هناك قتل على الهوية والطائفة والعرق والدين وبسبب طلب الحرية والكرامة فالاصل ان لا يكون لديك كرامة ولا حرية حتى تعيش كالخراف كلما اريد ذبحك وقفت بباب الجزار بعد ان تحضر له السكين وتطلب منه ان يذبحك او يفرج عنك او يعيدك جثة هامدة بسلاح اكثر مضاء من السكين والا فانت واهلك ودماؤك وعائلتك مستباحون لهذه العصابة واعوانها ممن يدينون بدينها.

لا يستحق الشعب السوري سوى الكرامة وليس اغراقهم بالماء الذي فجر انابيبه الجيش حامي الحمى وحماة الديار بدلا من ان يحافظ عليه وعلى مستخدميه من مواطنين ومزارعين وحيوانات.