وللمؤامرة تاريخ في سورية

على طريق دمشق، صار بولس رسولا للأمم وصارت المسيحية عالمية، وعلى طريق دمشق نقل معاوية والأمويون الإسلام نقلته الكبرى على صعيد العالم، وعلى طريق دمشق حول عبدالرحمن الداخل هزيمة الزاب إلى تأسيس الأندلس منارة الحضارة الأوروبية وعلى طريق دمشق، شهد العرب أول محاولات للوحدة في عهد محمد علي وجمال عبدالناصر..
بالمقابل، ولكل ما سبق كانت دمشق ولا تزال في مرمى المؤامرة، من مرج دابق وخيانة أمير حلب يوم تمكن الاحتلال العثماني من سورية واسقط العرب تحت سيطرته، إلى محاولاته هذه الأيام بالتنسيق مع اليهودية العالمية كما كتب اليهودي الأمريكي ساتلوف (الطريق إلى دمشق) وما بين هذه المحطات، محطات أيضا:-
1- مؤتمر باريس 1913 برعاية المخابرات الفرنسية الذي يذكرنا بدور هذه المخابرات هذه الأيام وبدور المرتبطين بها من المعارضة: الزهراوي نائب حمص (المحبب عند غليون) الذي شكر فرنسا الصديقة وفي ذلك المؤتمر، والشيخ السلفي احمد طباره وخليل زينيه الذي كان يدعو للتدخل الأجنبي بزعامة فرنسا.
2- ما فضحته معاهدة بطرسبورغ 1916 حول تمزيق سورية.
3- سايكس - بيكو وسان ريمو.
4- احتلال سورية من قبل (الصديقة فرنسا) بعد إبادة مئات الشرفاء من جنود سورية في معركة ميسلون وشطب العلم العربي (علم الأردن الحالي) واستبداله بعلم الدويلات الطائفية وما ترمز لها النجوم الثلاث في هذا العلم الذي ترفعه جماعات ما يعرف بالثورة السورية والتي يتنافس على فلسفتها عزمي بشارة وبرنار ليفي (ضابط المخابرات الفرنسية) وحفيد بيشون الذي اشرف من قبل على مؤتمر 1913 المذكور.
5- وما دام الشيء بالشيء يذكر ثمة ما يشبه هذه المحطات عالميا وعربيا ويؤشر على هزيمتها: خليج الخنازير ضد كوبا، وخليج السويس ضد عبد الناصر ،1956 فبعد حملة سياسية - إعلامية وحصار اقتصادي وعدوان عسكري ثلاثي سقط كل من تورط ضد عبد الناصر(الدولة والحكومة) ورؤساء حكومات فرنسا وبريطانيا والعدو الصهيوني وزعماء عرب وجماعة كميل شمعون في لبنان ونوري السعيد في العراق بالاضافة لمنشقين مصريين بينهم نائب رئيس الجمهورية صلاح سالم، وزعامات من الإسلام البريطاني، وغيرهم.. فهل من متعظ في باريس ولندن وواشنطن وانقرة، وغيرها..؟