تعود بي الذاكرة الى نهاية العقد الثامن من القرن الماضي حين كان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في زيارة الى الأردن و شرفني وقتها بزيارة خاصة الى منزلي الكائن في عمان و كان وقتها قائدا لسلاح الجو الاماراتي ، و منذ ذلك الحين عرفت بأنه سيحتل مكانة لا تقل عن المكانة الاقليمية والدولية التي وصل اليها في ايامنا هذه لاعجابي بحديثه و بفكره و نظرته الوقعية للاوضاع الحالية و المستقبلية .
تمر الأيام و تتلوها السنون و اثناء زيارتي الحالية لابني المقيم في دولة الامارات اذ بي التقي مع الشيخ الكبير ولي عهد امارة ابو ظبي في قصره بعد طلبي موعدا من مكتب سموه للسلام عليه " ليس الا " و ذلك من خلال اتصال ابني بالموظفين النشامى في بروتوكول سموه حيث تفاجئت بتحديد الموعد في اليوم التالي لطلبي له و تشرفت على ضوء ذلك بزيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد في قصر البحر و اعجبت كل الاعجاب بما شاهدت من دفء للعلاقة بين الشيخ و شعبه و ضيوفه كما اعجبت بذاكرته حين استقبلني بكلماته الدافئة " سعدت بشوفك " و بترحيبه الحار ، مثلما ادهشني تواضع هذا القائد حين استذكرت امامه فضل دولة الامارات على الأردن و اذ به يرد علي باستذكاره لفضل الاردن خلال الفترة التأسيسية لدولة الامارات و هذا لا يكون الا من شخص كبير القلب عالي الشأن .
هذا و بعد ان غادرت قصر البحر جالت في خاطري كثير من التساؤلات و المقارنات ، فلماذا لا يحذو موظفو ديواننا الملكي حذو مكتب سموه و بروتوكوله ؟ كما لماذا لا تقتدي بطانة مليكنا ببطانة محمد بن زايد ؟ و اخيرا فانني لا اتعجب من المكانة التي وصلتها دولة الامارات و الأهمية التي اكتسبها شيوخها و بالاخص محمد بن زايد لان قوة الرجل تبدأ من قاعدته ، فالقصور المشرعة ابوابها امام الضيوف من باب اولى انها مفتوحة لمواطني دولة الامارات و هذا ما شاهدته بأم عيني من حرارة التواصل و اللقاء بين محمد بن زايد و رعيته ، فرأيته يربت على كتف هذا تارة و يرسل افراد حاشيته لتلبية طلب ذاك تارة اخرى .
و اختم خاطرتي هذه بشكري العميق للأمير الجليل و حاشيته ، و بالدعاء لمليكنا بأن يرزقه بطانة صالحة كما رزق الشيخ محمد بن زايد .
حمى الله الأردن و الأردنيين و ان غدا لناظره قريب .