مـدراء أصغر من مواقعهم !



قد الامُ على قصر مقالاتي، لكنني أحاول في كل مرة أن أطيل قليلا، بغرض الإستجابة لرغبة من لا يحب المقالات القصيرة وهذا الأمر يهمني، و خشية أن أكتب عنوان المقال مرة وأترك المساحة بيضاء، ثم يمرر المحرر المقال، لأنني أعتقد بأن بعض العناوين، مثل عنوان هذا المقال، يكفي !،و قد لا يفهمني بعض أو معظم الناس.

هي مناسبة أن أقول: " يستطيع المرء أن يدرك فيما إذا كان أصغر من موقعه، إذا حكّم ضميره بعد حصر إنجازاته الحقيقية على صعيد: نفسه من تطوير ذاته، موظفيه من تطوير أوضاعهم المادية و غير المادية ، و مؤسسته من تطوير كل أرقامها المحسوبة عليه في عهده مقارنة بالمؤسسات التي تعمل في نفس القطاع".

إذا عمل المرءُ من أجل أن يكون له بصمة إيجابية في الحياة، فهو إنسان ناجح بمعنى الكلمة، شريطة أن لا تتحقق له بصمتُه على حساب حقوق و آلام و عذابات وخوف ورعب وجثث الآخرين، بل على حساب عصاميته الحقيقية، و على حساب رفع بنيان الآخرين و ليس هدمها إذا تجاوزت بنيانه.

تكبر المواقع بمن يقف على أرضها، و تصغر كذلك، والمستقبل الحقيقي لأي إنسان يكمن في مدخراته الطيبة المادية و غير المادية يوم لقاء ربه الأعلى قبل التفكير بتقييم الآخرين.

مهما حاول الصغير أن يكبّر نفسه، بالطرق الإصطناعية، يظل صغيرا حتى في مرآة ذاته!، و هو بالمناسبة لا يمكنه التغلب على مرؤوسيه و إنما محوهم! نصيحة إنسانيـــة موجهة الى الصغار عندنا، و هم كُثر، و إللي الله يلعن أبو شيطانهم : اتركوا المواقع لمستحـــقيها لتُريحوا، ترتاحوا و تكبروا قليلا أو كثيرا !!!