بسام العموش يكتب : الشيوعيون ينطلقون من المسجد !!

اخبار البلد 
لفت نظري قيام الحزب الشيوعي والرفاق اليساريين بانطلاق مسيرتهم يوم الجمعة الماضي من المسجد الحسيني، حيث استفادوا هذه الفكرة من الإسلاميين ، وهذا مؤشر على تبادل الأفكار الحركية والإدارية بين الحزبيين دون خروج حزب عن جلده الفكري.
الشيوعية لا تؤمن بالدين وتراه مخدراً وعقبة في طريق وصول طبقة البروليتاريا، بل هو أداة في يد الإقطاع الذي تحاربه .
إن حكاية المسيرات المنطلقة من أبواب المساجد هدفها الاستفادة من خروج جمهور المصلين حتى يقال إن هؤلاء الحزبيين يملكون عدداً كبيراً من المؤيدين والمؤازرين ، بينما الحقيقة قد تكون غير ذلك ، فبعض الناس ومن باب حب الاستطلاع يسيرون خلف المسيرة للاستماع والنظر أو الرغبة في انتظار مصادمة قد تتحقق . أليست انتهازية أن يستخدم الشيوعيون المسجد الذي لا يؤمنون به ؟! بل كل استغلال للمسجد من أي كان هو أمر مرفوض ، وقد اقترحت سابقاً أن تخصص الحكومة شارعاً تسميه شارع الحرية أو شارع الديمقراطية بعيداً عن تجمعات الناس ، وهكذا يظهر الحزب صاحب المسيرة أو التظاهرة بقوته الحقيقية لا أن يضع لنفسه المساحيق المزورة التي تعطي انطباعاً عند السذج والإعلام بأن هذا الحزب أو ذاك حزب جماهيري، بينما الحقيقة أنه حزب محدود الأعضاء ولا يملك من الجماهيرية ما يدعيه .
قوة الحزب الحقيقية تظهر عبر صناديق الاقتراع ووجوده في البرلمان ، ولهذا فمن كان لديه جمهور وقوة حزبية فليتقدم إلى الانتخابات وعندها سيكذب الصندوق الادعاء أو يصدقه . وعلى هذا المنوال نقرأ التصريحات التي تهدد بالمسيرات الألفية وربما غداً نسمع عن المليونية !!
فمن كانت هذه قوته فقانون الاجتماعات العامة يتيح لهؤلاء أن يُظهروا عضلاتهم العددية بعيداً عن استغلال أماكن الاكتظاظ المعتادة ، فلحاف الآخرين لا يدفئ ، وكلنا يردد " ما حك جلدك مثل ظفرك فتول انت جميع أمرك " .
إن تبادل الخبرات سائر في اتجاهين، حيث نلاحظ تسريب اليساريين مصطلحاتهم للإسلاميين وصرنا نسمع من الأخيرين : الجماهير ، القوى الشعبية ، النظام ، رأس النظام ، العملاء ، الخون ....إلى غير ذلك من مصطلحات خلت من قاموس الإسلاميين لأكثر من نصف قرن !!
نعم، الحكمة ضالة المؤمن، ولكن ما يجري بعيد عن الحكمة ، فليعد كل فكر إلى مفرداته وأدواته حتى لا نجد ضبابية في الطرح، أو ليعلن كل فريق عن التغيير الذي لحق به بكل وضوح وشفافية، فربما كان من الأتباع من لا يرضى هذا التغيير باعتباره من الانحراف عن الخط الأصلي .