بيض اسرائيلي في سلتنا

يؤكد منتجو البيض الأردنيون أن البيض المستورد عبر الحدود الغربية والمتوفر في الأسواق هو بيض اسرائيلي.

هناك سلع لها دلالات في الثقافة يتعين علينا الانتباه اليها بعناية عند إجراء عمليات التبادل التجاري مع الآخرين، فعلى سبيل المثال، وبعيداً عن أضرار التطبيع، لم يكن هناك ما يعيبنا "ثقافياً" عندما كان يتم تصدير الخيار الأردني لإسرائيل لأننا نحن المستفيدون "ثقافياً أيضاً" من العملية لكوننا نحن من يقدم الخيار، حيث كما تعلمون، تتحدد مسارات الخيار وفق قاعدة "يوم بيدك وعشرة في ..."، وفي هذه الحالة يمكننا تحمل وجود خيارنا في اليد الاسرائيلية لمدة يوم واحد لأننا متيقنين من أن هذا الخيار سيكون في موقع آخر لمدة عشرة أيام تالية.

وفي السياق ذاته وفيما يتعلق بالبيض فإن الصورة معكوسة، إذ من المعيب ثقافياً أن نكون نحن من يحتاج الى "بيض الآخرين"، لأن سؤالاً كبيراً سوف يطرح حينها عن وضع "بيضنا" الوطني، وسوف تليه أسئلة متتالية كبرى عن مدى صحة ما ندعيه من أن لدينا "بيض كبير"، أو كما يقال: "بيضات كبار"، وهو الادعاء المتضمن فيما نتحدث عنه في العادة من تمتع البلد بدور محوري، أي من "ثقل بيض" في المنطقة يحسب حسابه.

يوم غد الأحد من المقرر أن نشهد اعتصاماً للمشتغلين في قطاع الدواجن (اللاحم والبياض) احتجاجاً على السياسات الرسمية المعادية لهذا القطاع، ومن المؤكد أن على صاحب القرار أن يصغي جيداً لأن اعتماد سياسات خاطئة من وضعية "ارتخاء البيض" لم يعد مناسباً .