حزنا على الاطفال الفلسطينيين

حزنا على الاطفال الفلسطينيين الذين ابتلعهم البحر ، قبالة الشواطئ التركية مع اسرهم ، و هم يهيمون على وجوههم ، هربا من نار بشار الاسد و ظلم ذوي القربى قائلا ، لنقرا الفاتحة على أرواحهم اولا .
شهداء بإذن الله و الى الجنة ، فلم يكونوا افضل حالا من غيرهم من أطفال فلسطين ، و اليوم يتساوون مع الشهداء و الصديقيين ، أولئك الاطفال الذين انتشلت البحرية التركية أجسادهم الطاهرة ، او الراقدين في قاع البحر ، يقضم السمك اناملهم الملائكية رويدا رويدا ، و يعجب ، لماذا لا تتألم هذه الصغيره ، او ذلك الغلام ، من وضعهم هنا و تركهم ينامون ، على رمل القاع ، دون غطاء . دون طعام و ماء ، صغار السمك تسال ، اين هي ملابس هؤلاء الاطفال ، اين هي لعبهم الصغيرة ، و بما كانوا يلهون قبل ان يسرقهم النعاس ، و يغدر بهم هذا النوم العميق ، ترى ، هل هي على تلك الصخرة التي رصدتهم لتهوي بهم طعاما لنا ؟

أخرجتهم نيران بشار الاسد من دار هجرتهم ، فيمموا وجوههم نحو البحر ، بحثا عن أمان افتقده أجدادهم و آباءهم من قبلهم ، بنيران المحتل الاسرائيلي الجديد ، و أصداء الخيانات و المجازر في دير ياسين و غيرها ، خرجوا من خيانة الى خيانة ، لتبتلعم خيانة البحر ، بحر وعدهم بشاطئ أمان ، و بعض من هواء الحرية .

في غيبة العدل ، و غيبوبة الاكتراث الفلسطيني الرسمي ، لتكرم الناس أولئك الاطفال فرادا ، لننكس رايات روحنا إجلالا لهم ، و حزنا عليهم ، لنحدث أطفالنا و احفادنا عندهم ، و عن رحلتهم القصيرة على هذه الارض ، لنطلب من أمهاتنا و زوجاتنا و بناتنا ، لنطلب من الأشجار إسقاط اوراق الخريف مبكرا حزنا و بكاء ، و وداعا لأطفال البحر الشهداء من الفلسطينيين ، فلا بواكي لهم غير عجزنا و تلك هي الأحوال حين تنام الرعية او تهاجر بغير راع ، راع لا اعتقد حتى انه سمع او اكترث بما حصل ، لننكس رايات روحنا ، فرايات الوطن مشغولة بغزوات السلطان و عوداته المظفرة من حروب الكلام الى حشود العجز .