الاخوان : يجيشون الشارع الاردني ضد النظام السوري والقوى الوطنيه الشعبيه تقف الى جانبه

تناول وسائل إعلامية أردنية وعربية الحديث عن انعكاسات الأزمة السورية على الساحة الأردنية الشعبية والرسمية , مشيرة إلى تذبذب الموقف الرسمي الأردني ولكن باتجاه التأييد للمعارضة السورية بما فيه المسلحة منها وتساوقه مع المساعي الغربية والعربية الخليجية في دعم ما يسمى بالجيش الحر, وقبوله ان يكون التراب الأردني ممرا لإدخال السلاح والمسلحين إلى الداخل السوري , فجمينا يذكر تصريحات السلفي الأردني ابو سياف عن وجود مائة "مجاهد أردني" تسربوا إلى سوريا لمحاربة الجيش النظامي السوري وسط صمت ملفت أبدته الحكومة الأردنية .
أما على الساحة الأردنية الشعبية فهي تعاني من إنقسام جلي في الرأي , ظهرت أبرز مظاهره في مدينتي عمّان وإربد . في العاصمة عمان تتكرر الوقفات الجماهيرية أمام السفارة السورية الكائنة في حي عبدون الراقي بين مناصر للدولة السورية ولنظامها وبين معارض لها , والوقفات المعادية تقودها وتنظمها في العادة الحركة الإسلامية الاردنية وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين, التي تعلن على الملأ مساندتها "للجيش السوري الحر" والتي لا تكف عن مطالبة النظام الأردني بدعم كامل وغير خجول لما أسمته "الثورة السورية".
وفي المقابل وبعيدا عن الإسلاميين أبدا الشارعين العمّاني والإربداوي مواقف أخرى مغايرة تدعو إلى دعم سورية نظاما ودولة من أجل الوقوف أمام المؤامرة التي تحاك وتنفذ ضد الوطن السوري والتي يقودها الغرب بالتحالف مع الرجعية العربية والمثال الأبرز لهذا التوجه كان في البيان المتضامن مع سورية وطنا ونظاما, الموقع من ألف شخصية أردنية وطنية كان على رأسها اليساري المخضرم يعقوب زيادين
تضيف الأزمة السورية مشاكل ومصاعب جمة لترافق الأزمة الداخلية الناتجة عن الحراك الشعبي الأردني المتصاعد في الساحة منذ أكثر من عام ونصف , الأمر الذي أدخل النظام الأردني في وضع شديد الحرج كاد يشل قدرته على إتخاذ القرارات على كافة المستويات , سواء المتعلق منها في الأزمة السورية المتفرع منها لجوء اعداد كبيرة من السوريين للاردن , أو في الأزمة الداخلية وهما أزمتان فرضتا على النظام ملكا وحكومة حالة من التردد والحيرة لا يحسد عليها
وفي ضوء ما ذكر يمكن القول أن مستقبل الأردن السياسي والأمني بات مقلقا لما يشوبه من غموض وشلل , لا يصعب على المراقب للشأن الأردني رصدهما . حمى الله الأردن أرضا وشعبا من كل مكروه وأعاد إلى سورية الطمأنينة والأمن والسلام على قاعدة الحل السياسي الذي يقبل به شعبها العظيم