نادر ... النادر

يوم أمس فرحة ( نادر أبو حجر / أقصر رجل في الأردن 90سم فقط) كانت نـادرة كاسمه.. كـان يحمـل ( كروت عرسه ) يوزّع بها على الأحباب و الأصدقاء ..! عندما يمر من جانبك ( نادر ) بالكاد تراه إلا إذا ركّزت كثيراً أو نبهك هو لوجوده ..!

في أواخر رمضان ..رأيته مهموماً و تأتيه التلفونات كل دقيقة ..إنها خطيبته ..وهي من نفس الفصيلة الطوليّة ..سألته : شو مالك ؟ أجاب بتنهيدة عميقة : مش لاقي غرفة نوم ..! لا أنكر إنني تمالكتُ جداً عن الضحك ..كنتُ أعتقد أن مثله لا غرفة نومه التي يحلم بها لا تتعدّى سرير أطفال تكفيه وزوجته ..وما كنتُ أعلم أنه يحلم بغرفة نوم طبيعيّة و بحجمها الطبيعي ..!

كل يوم نادر ( يفاصل ) على سعر غرفة النوم القديمة و المستعملة و يحسبها إذا كانت ( كاشاً أو أقساطاً ) ..! نادر كالبقيّة ..خرج من رحم الشقاء ..ويحوّش للزواج ..يعني ( يكوّن في نفسه ) ..يبيع الشوكالاتة و البسكويت في الشوارع ..ويبيع أوراق اليانصيب أيضاً ..ودخل عالم التمثيل في دور القزم دائماً ..!

هو بالأمس أكثر فرحاً ..فالتعب بادٍ على وجهه ولكنه يشعر بالانجاز ..جهز بيته و اشترى غرفة النوم الطبيعيّة ..وحجز الصالة ودفع العربون ..ووزع كروت العرس الذي سيكون بعد اسبوعين إن شاء الله ..!

نادر ..النادر فعلاً ..بعد خمسة و عشرين عاماً هي عمره للآن من التقزيم ..يشبّ بقامته ليطول ويصبح أطول من الجميع ..فتضرب له ( تعظيم سلام ) لهذه التسعين سانتي والتي كوّنت نفسها ورمت خلف ظهرها قهقهات الجميع و ضحكهم عليها ..!

الآن يبدأ نادر حياة جديدة ..ولكنها أكثر طبيعيّة منّا جميعاً ..لأنه يعرف ما يريد ..بينما نضيع نحن بأحجامنا الطبيعيّة وسط غرورنا بأشكالنا حتى قبل أن نقف أمام المرآة ..!

نادر ..جاي لعرسك وسألبي دعوتك ..جايلك يا حبيبي ..فأنت درس حقيقي في زمن التعليم المزيّف ..علمني كيف أكوّن نفسي و أبدأ من جديد ..؟!.