شباب غير محترمه


ليلة الامس كنت متوجها الى احد مناطق عمان الشرقية تلبية لدعوة من احد الاشخاص على غداء غير رسمي ،واستقليت سيارتي الكيا التي هشّمها سرعة هذا وطيش ذاك، وعبرت طريق العبدلي الى نفق القلعة وسرت بامان الله على اقصى اقصى اليمين حتى لايكون على كركوعتي وقيادتي ادنى حق فيما لو ابتليت باحدهم فصدمني او خرمش هذا الجناح او يطبش لي غمازها الباهت الذي اصفر لونه وهشت سماكة زجاجه وتحركت براغي تثبيته في مكانها.
وعند الاشارة الضوئية التي تقسم الطريق الى جبل اللويبدة والى البلد اضاءت الاشارة بالاحمر لحظة وصولي فقلت دائما حظي حتى معاكس عند الاشارة الضوئية وقد اصطف بالموازة معي سائق سيارة سرفيس على خط العبدلي ارهقه الكد والعمل وقد شاب راسه قبل قلبه ووضع يده اليسرى على نافذة السيارة ورمى برأسه المثقل بالهموم والوجع على تلك النافذة وكانت وراءه سيارة يسوقها شاب مارق غير محترم اصبح يطلق بوق السيارة التي يستقلها بطريقة ممجوة وهمجية وغير مؤدبة ولم يكتفي بذلك فاخرج رأسه من الشباك واصبح يصرخ على سائق السرفيس ماتتحرك وتفتح الطريق يا... بكلمة اترفع عن ذكرها احتراما للقراء الكرام .
وقد استفزني هذا الشاب غير المحترم فيما لم يحرك سائق السرفيس ساكنا مكتفيا بالنظر اليه بالمراة ومتابعة تريحته على شباك سيارته ولم تعجب هذا الشاب الارعن لابل الازعر الوقوف على الاشارة الضوئية التي وضعت لتنظيم المرور وحماية الارواح من الفتك والهلاك بل قام بما لايفعله من يقود سيارة في صحراء قاحلة فخرج من بين سيارتي وسيارة السرفيس وبطريقة حسدته عليها لانه جريء لدرجة الحماقة غير مبال بحياته او حياة الاخرين، ومر من بيننا وقطع الاشارة وهي حمراء لونها كلون دم شهداء الوطن الابرار الذين اجزم ان هذا الارعن لم ولن يعرف عنهم شيئا.
في هذا المشهد الكثير الكثير مما هو خارج عن احترام النظام وهيبته وغياب الوازع الاخلاقي وانعدام الولاء والانتماء للوطن من خلال احترام نظامه وقانونه، كما فيه خروج عن الادب من شتمه لذاك المرهق والمتعب الذي اتعبه امثال هولاء الطائشين وغير المحترمين.
قرأت مرة في صحيفة الديلي تلغراف عن طفل عمره تسع سنوات قام بصدم دراجته الهوائية باحدى السيارات المتوقفة قرب الطريق المؤدي الى مطار جاتويك فوقف الطفل قرب السيارة وبقي ينتظر صاحب السيارة ولم يأتي احد فعندها اخرج ورقة وقلما من حقيبته وكتب عليها مانصه" انا لايس وقد قمت بصدم سيارتك بالخطأ وقد انتظرتك ولم تأتي الرجاء الاتصال على الرقم .... لبحث الامر". وهنا انهي الامر بدون تعليق لانني لست باكثر منكم ذكاءا لظلم المقارنه بيننا وبين الطفل لايس، فمن يوقف هذه الولدنه والزعرنه وقلة الادب والمرؤة وسوء التربية من شوارع عمان الحبيبه التي لوثها هولاء بسوء تصرفاتهم وخلقهم.
د.عبدالناصر العكايله