عذرا سيدي ...لا فائدة
عذرا سيدّي
لا فائدة
نعلم ان الدوائر لا تلتقي إلاّ في التماس ولكنها يمكن ان تتقاطع وتتداخل في مساحات قد تضيق وتتسع حسب الظرف والحالة .
ولكن حالنا ومنذاكثر من عام وهي متأرجحة بل وغامضة ولأن سبل العلاج لم تأتي بنتيجة جذرية بل تتوسّع احيانا بؤر الخلاف حتى لنشعر انها النهايات السوداوية وتتقارب حينا حتى اننا نكاد نرى الضوء داخل النفق .
ولكن عذرا يا سيدي فإننا لم نسمع انّاتك ولا شكواك ولا نصائحك لانك الفقير الى الله والفقير فيما بيننا ولم ندرك انك تشعر قبلنا بالنار وحرارة الشمس وطغيان الظلم وقد تكون النظرة عند بعضنا انك طمّاع تتقن التمثيل وتشتاق الى الدلع احيانا فكنت انت تصرخ تريد الخير لك ولنا بينما نحن في طغياننا عامهون .
كنّا نراك على شكل عامل وطن اوعامل زراعة او عامل في مصنع او حارس في مدرسة او مراسل في مكتب او غير ذلك من اصحاب الشرف واللقمة الحلال وشربة الماء الهنيّة من الحنفيّة .
كنّا نشكّ انك مليء بالهموم ونحن السعداء وعندما تكشّفنا في الربيع تبين انّك السعيد في مملكة بيتك ونحن التعساء في الفضاء الواسع
لم نُدرك انك كنت تصرخ من اجل ابنائك واطفالنا ومن اجل ان لا تئنّ الارض تحت اقدامنا من فظاعة الجرم وغياب العدالة وبجاحة الفاسدين وتطاول المسؤولين وموت امهاتنا من البرد القارص ومرض اطفالنا من فقدان حليبهم في الصيدليات وجفاف الكازيات من السولار ولا نجد الحطب لزوم حرق البرد الشامط فينا عللا .
عذرا يا سيدي وانت البسيط فينا مالا واحلاما وخيالا المهذّب فينا خُلقا وأدبا والاقل فينا تعقيدا وعُقدا والاكثر فينا دينا والتزاما .
انت يا سيدي طريقك هو تحقيق القسم الذي في قلبك ان تكون مخلصا لبلدك وان تحافظ على القانون وان تقوم بالاعمال المطلوبة منك خير قيام وان تطعم وتعلّم وتطبّب اسرتك واطفالك منذ صغرهم ووالديك عند كبرهم لتلاقي وجه ربك راضيا مرضيا وامّا نحن يا سيّدي فاحلامنا اكبر من ذلك فهي عابرة للحدود بل للقارات لنزيد ثرواتنا وندوّل ممتلكاتنا ونوسّع اعمالنا ونشعّب علاقاتنا ونعلّم اولادنا في فيافي العالم ليغرّبوا العلم والادب والنكاح لذلك لا نخجل ان نُقسم علنا دون خجل .
يا سيّدي اقسم انك كنت وما زلت على حق فعينيك لا ولم ترى اجمل من ارض وطنك وحجارة بلدك وقلبك لم يرمش إلاّ لبنات قومك ومعدتك لا ترتاح إلاّ لخضار غورك وتفّاح تربة بلدك .
والقناعة يا سيدّي وطئت ارض عقلك وقلبك وعينك ويدك وكلهم لم ولن يقبلوا بالغريب طعاما وحلالا وزوجة وسيّدا ولباسا وهاهم يا سيّدي من قبلوا بلباس الغريب نرى بعضهم عرايا حسب اخر التقليعات ومن قبلوا بأكل السوشو والبرغر وغيرها نرى بعضهم في المستشفيات بمعدات مهترئة ومن تذوّقوا شراب الغريب بعضهم ضيّعوا عقولهم واكبادهم .
عذرا يا سيّدي فهمنا انك رجعي في سلوكياتك ضعيفا في رجولتك أميّا في تفكيرك قليلا في حيلتك انهزاميا في مروئتك قصيرا في نظرتك محدودا في طموحك ارهابيا في جرائتك متسرّعا في فهمك متسرّعا في طلب حقّك متعجّلا في استرداد حقّك وغير ذلك مما حشوه في عقولنا وإحساسنا على مرّ السنين .
ولكن كان الكثير منّا قصير النظر رحب الغباء سريع الغضب كثير الغرور شحيح الكرم لئيم الغدر والانتقام ولكننا يا سيّدي لم نكن ندرك اننا سنصل الى نقطة اللاعودة واننا بغبائنا وعدم السمع الى تؤوهاتك ونصائحك وادركنا ان لا فائدة تُرجى الآن فما مضى قد مضى وكنت ياسيدي بعفّتك وشرفك واخلاصك اوسع منّا فهما وادقّ تحليلا واحرص مستقبلا واكثر استحقاقا للحياة الكريمة وللابناء الموفّقين وكنت اكثر وفاء لقسم عاهدت به نفسك من الكثير منا اقسموا سرا وعلنا ولم يوفوا الوعد امام الله واصحاب الحل والعقد .
من مات على دينك يا سيّدي أخالهم من اصحاب الجنّة التي وُعدت للمتّقين .
أمّا انت سيّدي لانك خدمتنا بإخلاص فكنت المنتمي لوطنك وقائدك وعملك لم تإنّ يوما ولم تتباطئ في عمل او اجتهاد او تدبير فكنت الاب والاخ والجد والزوج والابن والسيّد انت الامل المضيئ في بلدي ولكن عذرا يا سيّدي لم ندرك معنى إخلاصك وانتماؤك وكلماتك ودعواتك لنا إلاّ في الربيع لأنّك لم تُقسم اليمين بصوت عال وانما إكتفيت به بقلبك معتقدا اننا فهمناك عُذرا سيّدي.........لا فائدة .
احمد محمود سعيد
5/9/2012
لا فائدة
نعلم ان الدوائر لا تلتقي إلاّ في التماس ولكنها يمكن ان تتقاطع وتتداخل في مساحات قد تضيق وتتسع حسب الظرف والحالة .
ولكن حالنا ومنذاكثر من عام وهي متأرجحة بل وغامضة ولأن سبل العلاج لم تأتي بنتيجة جذرية بل تتوسّع احيانا بؤر الخلاف حتى لنشعر انها النهايات السوداوية وتتقارب حينا حتى اننا نكاد نرى الضوء داخل النفق .
ولكن عذرا يا سيدي فإننا لم نسمع انّاتك ولا شكواك ولا نصائحك لانك الفقير الى الله والفقير فيما بيننا ولم ندرك انك تشعر قبلنا بالنار وحرارة الشمس وطغيان الظلم وقد تكون النظرة عند بعضنا انك طمّاع تتقن التمثيل وتشتاق الى الدلع احيانا فكنت انت تصرخ تريد الخير لك ولنا بينما نحن في طغياننا عامهون .
كنّا نراك على شكل عامل وطن اوعامل زراعة او عامل في مصنع او حارس في مدرسة او مراسل في مكتب او غير ذلك من اصحاب الشرف واللقمة الحلال وشربة الماء الهنيّة من الحنفيّة .
كنّا نشكّ انك مليء بالهموم ونحن السعداء وعندما تكشّفنا في الربيع تبين انّك السعيد في مملكة بيتك ونحن التعساء في الفضاء الواسع
لم نُدرك انك كنت تصرخ من اجل ابنائك واطفالنا ومن اجل ان لا تئنّ الارض تحت اقدامنا من فظاعة الجرم وغياب العدالة وبجاحة الفاسدين وتطاول المسؤولين وموت امهاتنا من البرد القارص ومرض اطفالنا من فقدان حليبهم في الصيدليات وجفاف الكازيات من السولار ولا نجد الحطب لزوم حرق البرد الشامط فينا عللا .
عذرا يا سيدي وانت البسيط فينا مالا واحلاما وخيالا المهذّب فينا خُلقا وأدبا والاقل فينا تعقيدا وعُقدا والاكثر فينا دينا والتزاما .
انت يا سيدي طريقك هو تحقيق القسم الذي في قلبك ان تكون مخلصا لبلدك وان تحافظ على القانون وان تقوم بالاعمال المطلوبة منك خير قيام وان تطعم وتعلّم وتطبّب اسرتك واطفالك منذ صغرهم ووالديك عند كبرهم لتلاقي وجه ربك راضيا مرضيا وامّا نحن يا سيّدي فاحلامنا اكبر من ذلك فهي عابرة للحدود بل للقارات لنزيد ثرواتنا وندوّل ممتلكاتنا ونوسّع اعمالنا ونشعّب علاقاتنا ونعلّم اولادنا في فيافي العالم ليغرّبوا العلم والادب والنكاح لذلك لا نخجل ان نُقسم علنا دون خجل .
يا سيّدي اقسم انك كنت وما زلت على حق فعينيك لا ولم ترى اجمل من ارض وطنك وحجارة بلدك وقلبك لم يرمش إلاّ لبنات قومك ومعدتك لا ترتاح إلاّ لخضار غورك وتفّاح تربة بلدك .
والقناعة يا سيدّي وطئت ارض عقلك وقلبك وعينك ويدك وكلهم لم ولن يقبلوا بالغريب طعاما وحلالا وزوجة وسيّدا ولباسا وهاهم يا سيّدي من قبلوا بلباس الغريب نرى بعضهم عرايا حسب اخر التقليعات ومن قبلوا بأكل السوشو والبرغر وغيرها نرى بعضهم في المستشفيات بمعدات مهترئة ومن تذوّقوا شراب الغريب بعضهم ضيّعوا عقولهم واكبادهم .
عذرا يا سيّدي فهمنا انك رجعي في سلوكياتك ضعيفا في رجولتك أميّا في تفكيرك قليلا في حيلتك انهزاميا في مروئتك قصيرا في نظرتك محدودا في طموحك ارهابيا في جرائتك متسرّعا في فهمك متسرّعا في طلب حقّك متعجّلا في استرداد حقّك وغير ذلك مما حشوه في عقولنا وإحساسنا على مرّ السنين .
ولكن كان الكثير منّا قصير النظر رحب الغباء سريع الغضب كثير الغرور شحيح الكرم لئيم الغدر والانتقام ولكننا يا سيّدي لم نكن ندرك اننا سنصل الى نقطة اللاعودة واننا بغبائنا وعدم السمع الى تؤوهاتك ونصائحك وادركنا ان لا فائدة تُرجى الآن فما مضى قد مضى وكنت ياسيدي بعفّتك وشرفك واخلاصك اوسع منّا فهما وادقّ تحليلا واحرص مستقبلا واكثر استحقاقا للحياة الكريمة وللابناء الموفّقين وكنت اكثر وفاء لقسم عاهدت به نفسك من الكثير منا اقسموا سرا وعلنا ولم يوفوا الوعد امام الله واصحاب الحل والعقد .
من مات على دينك يا سيّدي أخالهم من اصحاب الجنّة التي وُعدت للمتّقين .
أمّا انت سيّدي لانك خدمتنا بإخلاص فكنت المنتمي لوطنك وقائدك وعملك لم تإنّ يوما ولم تتباطئ في عمل او اجتهاد او تدبير فكنت الاب والاخ والجد والزوج والابن والسيّد انت الامل المضيئ في بلدي ولكن عذرا يا سيّدي لم ندرك معنى إخلاصك وانتماؤك وكلماتك ودعواتك لنا إلاّ في الربيع لأنّك لم تُقسم اليمين بصوت عال وانما إكتفيت به بقلبك معتقدا اننا فهمناك عُذرا سيّدي.........لا فائدة .
احمد محمود سعيد
5/9/2012