التعيينات بين الطراونة وعون



نؤمن ان الوظيفة العامة ما عادت خلعا أميرية توزع على الانسباء والأقارب والمحاسيب ، وما عادت اليوم مقصورة على البيوتات القديمة والعائلات الملكية ، فمن غير المعقول أن يبقى ابن الحراث حراثا ولو كان عبقري الزمان ، فالنماذج العالمية قدمت شخوصا سياسيين فاقوا أبناء المترفين وتقدموا عليهم بملايين الأجيال الضوئية ، والمعروف ان من ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين ، لا يكون إلا كالغثاء من السيل لا هو تفال وخصب يغذو الأرض ولا هو شيء ينتفع به الناس .
وإذا كانت السياسة للانجليز وهم أسيادها لدهائهم ومكرهم وحكمهم لمستعمرة العالم لم تغب عنها الشمس ، فلقد أخرجت سياستهم ساسة لامعين قادوا العالم كالامراة الفولاذية وكانوا قد خرجوا من بيوتات ليست من طبقة البرجوازية أو النبلاء بل من أبناء البروليتاريا والكادحة وعامة الناس من كان إباؤهم يعملون في حرف " وضيعة " في منظور ساستنا !
وهل يجوز أن ندلف القرن الواحد والعشرين ولا زلنا نجلب ابن فلان وعلان ولو كان أبناؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون !
بالأمس جرى تعيين مراقب عام الشركات لأسباب فيها من المحاصصة والمحسوبية الشيء الواضح بينما كان يتوفر من يسبقه بالأهلية في نفس المكان آلاف الأميال واقصد الدكتور أيمن ألشراري ابن المراقبة والذي يحمل سيرة ذاتية مدججة بالعلم والمعرفة ! بينما تم تعيين ابنة الروابدة وقد تكون مؤهلة ! ولكن هل تنافست مع آخرين من أصحاب المؤهلات من أبناء عامة الشعب بالتأكيد لا لان السيدة هي كريمة الروابدة – رضي الله عنه وأرضاه فقط ، بدليل أن أحدا لم يسال عن مؤهلاته من أبناء الأردن ، ، ويبدو أن لا أحدا مؤهلا سوى أبناء المترفين من غير القادرين على قيادة قطيع من القطط !
لقد دجج عون الوزارات من المحاسيب والمقربين بقصد أو بغير قصد وكذلك معروف فكيف نلوم فايز ، الم يتم تعيين وزيرا للإعلام بسيرة ذاتية نصفها مكذوب ومزور من قبل ! أليس من العيب أن يحدث هذا في بلد ودول العالم تتنافس على التأهيل والمبادرات والعقول والاستثمار فيه بدلا من التزوير !
ويبدو أن الواقع أن مسئولينا يعيشون في عزلة ولا تسمح نظاراتهم النظر ابعد من قطر دائرة ذات نصف متر !