المعارضه بعد الازمة الاخيرة: مجموعة عبيدات تراقب بصمت والاسلاميون باتجاه مسيرة ضخمة ومجلس الانقاذ للنظام: انتهت المهلة

تباينت وتعاكست الى حد ما ردود فعل اقطاب وهيئات المعارضة والحراك الاردنية تجاه السؤال الذي دار بكثافة خلال اليومين الماضيين بين نخب المعارضة بعنوان: كيف نستغل الازمة الاخيرة مع حكومة فايز الطراونة لخلق وقائع جديدة في المعركة السياسية مع النظام؟
داخل الجبهة الوطنية للاصلاح بزعامة احمد عبيدات يسود الهدوء والصمت الى حد ملموس فلم تصدر بيانات او تعلن مواقف خلال الايام القليلة الماضية التي انتعشت فيها مظاهر الحراك بعد قرار رفع اسعار المحروقات ثم التراجع عنه بقرار وامر ملكي مباشر.
الجبهة وفي الاجتماع الرئيسي الذي عقدته بحضور ممثلي اطرافها رفضت تماما خيارا اقترحه الاسلامي وائل السقا باستغلال الظرف الاقتصادي الصعب الذي تعاني منه مؤسسات النظام وفرض معادلة جديدة على الارض بالتحول فورا للاعتصام المفتوح.
عمليا قيل للاسلاميين في اجتماع تنسيقي داخل اطار الوطنية للاصلاح: لسنا معكم بامكانكم الذهاب للاعتصام المفتوح وحدكم.
وهذا الرد له ما يبرره بالنسبة لجبهة عبيدات فالاخير ورفاقه لديهم ملاحظات على تعامل الاسلاميين مع الجبهة وفقا لنظام 'القطعة'.
و سبق  لعبيدات وهو يشير بان قادة التيار الاسلامي العضو في جبهته يحضرون الاجتماعات احيانا كشركاء واحيانا اخرى كاعضاء شرف.
عليه دفع تكتيك جماعة الاخوان المسلمين بخصوص الاعتصام المفتوح ثمن التعامل غير الواضح مع الجبهة الوطنية للاصلاح التي وفرت للحراك الشعبي عموما رصيدا مساندا صلبا من ابناء النظام السياسي الساعون علنا لاصلاحه. قبل ذلك وعلى دوار الداخلية وفي الاعتصام الذي قاده عمليا الشيخ زكي بني ارشيد في قلب العاصمة وكان مقررا له ان يتحول الى اعتصام مفتوح على غرار تجربة ميدان التحرير اتفق الاخوان المسلمون مع ضباط امن الميدان على فض الاعتصام في فترة مسائية مقابل عدم الاحتكاك بهم.
غادر قادة التنظيم مسرح الاعتصام ورفض بعض شبان الاخوان واليسار المغادرة فيما لم تصدر عن الاسلاميين لاحقا اي ادبيات لها علاقة بالتحول للاعتصام المفتوح.
وفي وقت لاحق صدر عن الاسلاميين ما يوحي بتجميد نشاطات وفعاليات الحراك الاخوانية مؤقتا والتحضير لمسيرة شعبية عارمة وصاخبة تعيد انتاج الدعوات للاصلاح السياسي بمشاركة قاعدة جماهيرية عريضة قوامها 50 الفا من المواطنين.. هذا على الاقل ما يفكر به بعض قادة الاخوان المسلمين كالية لاستثمار الازمة التي تعيشها حاليا مؤسسة الحكم والحكومة.
بالنسبة لقطب مناكف اكثر في حراك الشارع هو المجلس الوطني للانقاذ اختلف المعيار قليلا فقد اصدر بيانا شديد اللهجة تحدث فيه عن انتهاء المهلة التي منحت للنظام حتى الاول من ايلول لاصلاح الامر مطالبا وفقا للنص الذي ارسله لـ'القدس العربي' الناشط سفيان التل باستعادة اموال وسلطات الشعب على ان تبقى مؤسسة العرش رمزية.
بيان مجلس الانقاذ الذي يضم نخبة من الحراكيين اليساريين والقوميين والوسطيين تضمن تصعيدا خطيرا ضد النظام هذه المرة وليس الحكومة فقط رافضا الاعتراف بالمديونية التي تجاوزت 23 مليار دولار كما قال ورافضا منهج العملية السياسية التي تديرها المؤسسة الرسمية من حيث الشكل والتفاصيل داعيا الى دستور جديد وبرلمان شعبي وحكومة ظل شعبية.
ترافق ذلك بكل الاحوال مع اعتصامات ليلية منفلتة تجري في عدة مناطق وتتضمن هتافات قاسية جدا.