المحامي فيصل البطاينه يكتب : نهاية رجل شجاع !!!

المتابع للسيناريو الأردني في الملكية الرابعة بامكانه التنبوء بالحلول المتوقعة للقضايا والاشكالات التي تصادف بلادنا بهذه السنين العشرة العجاف التي استهلكت عشر حكومات أعجف منها.
اسهل الحلول اليوم تكمن في تغيير الحكومات على قاعدة " كاسك يا وطن " مما حدا بأحد الرؤساء أن يتغدى بمنصب الدوار الرابع قبل أن يتعشى الدوار به.
ومما دفع احدهم طواعية أن يجلس على كرسي الاعتراف طالباً تبرئته من مجلس نيابي مدان ومطعون بشرعيته.
ومما حدا ايضا ببعضهم أن ينسى اهميه الكرسي الوطنية الذي جلس عليه بالدوار الرابع ويتأثر بما ورثه من مهنته في المقاولات ليتربع اليوم على امبراطورية اقتصادية تعاظمت منذ سقوط بغداد وعند تأسيس شركه نفط المرحوم سعد خير وشركاه ذاك النفط التي منحته لنا القيادة الشرعية للعراق كي يقوي به اقتصادنا ويتدفئ فقراؤنا عليه.
ومما حدا بآخر حاول أن يقلد سمك السلمون ويسبح عكس التيار ليرجع بخفي حنين
ومما حدا برئيس حكومة آخر استمد خبرته بالحكم من قرائته لكتاب اسمه "وعاظ السلاطين" تأليف المؤرخ العراقي علي الوردي وتأثر بالوعاظ وشعراء البلاط العباسي والأموي والمعز الفاطمي حين امتدحه أحد الوعاظ الشعراء قائلاً له
ماشئت لا ماشاءت الأقدار
فاحكم فأنت الواحد القهار

إلى رئيس حكومة دخل الدوار الرابع وخرج منه دون أن يعرف لماذا دخل ولماذ خرج متباهياً أنه تفاجأ بالمنصب واستكثره على نفسه وتفاخر بانه لا يعرف الخيار من الفقوس.
إلى رئيس حكومة أعلن أنه لا يبحث عن الشعبية وأنه يحمل البرامج المبنيه على ما يجود به علينا الأعداء والأشقاء ليصطدم بواقع المثل العامي " حكي القرايا لا ينطبق على السرايا ".
وخوفا من الاطالة إلى أن جاء المنقذ الذي لا يجيد السباحة فغرق قبل أن يستقر الغريق في البحر لأن عدته وخبرته لا تؤهله سيما أنه حين دخل الدوار الرابع لم يكن لديه متسعا من الوقت للاقتصاد أو للسياسة لانشغاله بأموره الشخصية وتأمين مستقبله قبل مستقبل الرعية.
لا شك أن فايز الطراونه ليس بأفضل ممن سبقه مثلما لن يكون اسوأ من بعض الذين سيأتون من بعده, وهو غير المحظوظ في مجيئه بمرحلتين استثنائيتين, الأولى في بداية السنين العجاف والثانية في آخرها رغم تخبط العوام بالعشواء حيث توقعوا أن يلي دولته سمو الأمير حسن تاره وفخامة الكباريتي تاره أخرى, وكلاهما أبعد الناس عن هذا الموضوع في هذه الأيام مستذكرين التجارب معهما في الماضي.
أما نوابنا الأشاوس فلا يغرنهم الغرور ويعتقدوا بأنهم كانوا السبب في انتصار الملك للشعب حين قرر تجميد رفع أسعار النفط الذي أقرته حكومة لم تحسب حساباً للغالبية العظمى من الأردنيين الذين يعتبروها طحالب للثراء غير المشروع هي وشريحه الفاسدين الذين تقلبوا على أعلى المناصب في دولتنا بدون وجه حق متكاتفين مع حيتان الاقتصاد الداخلي والخارجي على الاثم والعدوان. من هنا استجاب الملك لرغبة الكادحين لا لرغبه النواب المتخمين.
مذكراً النواب بأن تجميد قرار الحكومة هو المسمار الأخير في نعش النواب والحكومة مثلما كان قرار الملك الأخير الضربه الملكية الوقائية لما تخبئه الأيام لشعبنا الطيب الذي شائت الأقدار له أن يعيش في وطن محاط بالأعداء والأصدقاء الذين ينطبق عليهم المثل القائل "عدو عاقل خير من صديق جاهل" الاشقاء الذين استأثروا بالثروة القومية وأفادوا العدو منها أضعاف ما تصدقوا به على اشقائهم كصدقات مشروطه بالارتباط بالأجنبي.

حمى الله الأردن والأردنيين, وإن غداً لناظره قريب